مقالات الظهيرة

ياسر أبو ريدة يكتب… قبل أن تُفتح المدارس… افتحوا باب الإصلاح!

اعلنت وزارة التربية والتعليم بولاية الجزيرة عن انطلاقة العام الدراسي 2025–2026م، وكأن شيئًا لم يكن! وكأن مدارس الولاية لا تعاني نقصًا في المعلمين، أو أن أولياء الأمور لا يئنّون تحت عبء التكاليف التي أثقلت كاهلهم طوال السنوات الماضية.

في وقتٍ كنا ننتظر فيه أن يكون الإعلان مصحوبًا بخطة واضحة لمعالجة العجز في الكوادر التعليمية، جاءت الخطوة وكأنها مجرّد واجب إداري لا يعبّر عن واقع التعليم المؤلم في الولاية.

الحقيقة أن التعليم في الجزيرة يعيش حالة طوارئ غير معلنة. فالمعلمون الذين تقاعدوا أو غادروا المهنة لم يُعوَّضوا بآخرين، والتعيينات متوقفة منذ سنوات. كثير من الفصول بلا معلمين، وأولياء الأمور صاروا هم المموّلين الحقيقيين للتعليم، يدفعون من قوت يومهم رواتب المتعاونين ويشترون كل شيء من أدوات ووسائل وكتب وطباشير، وحتى الصيانة أصبحت مسؤولية المواطن.

الأدهى من ذلك، أن بعض المتعاونين الذين تم الاستعانة بهم بلا تأهيل كافٍ، باتوا يفرضون أساليب تعليم لا تتناسب مع بيئة المدرسة ولا مع أهداف التربية. وهكذا، يتراجع مستوى التعليم عامًا بعد عام، فيما تتحدث الوزارة عن بداية عام دراسي جديد وكأنها تحتفل بإنجاز!

إن فتح المدارس دون معالجة هذه القضايا الجوهرية، يشبه بناء بيتٍ على الرمال. لا يمكن الحديث عن تعليمٍ ناجح دون معلمين مؤهلين، ولا عن بيئة مدرسية مستقرة دون دعم حقيقي من الدولة.

واليوم، ونحن على أعتاب عام دراسي جديد، نوجّه نداءنا إلى والي ولاية الجزيرة ووزير التربية والتعليم:

قبل أن تُفتح الأبواب، افتحوا ملفات الإصلاح.

قبل أن يُقرع الجرس، وفّروا للمعلم حقه وللطالب مقعده وللأسر بعض الطمأنينة.

فالتعليم ليس إجراءً روتينيًا، بل هو قضية وطنية تمسّ كل بيت وكل طفل وكل مستقبل.

وإذا ضاع التعليم، فلا شيء بعده يمكن إصلاحه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى