ياسر أبو ريدة يكتب… القيادة موقف لا منصب.. ومعدن الرجال لا يصدأ في المحن

القيادة ليست كرسيًّا ولا منصبًا، ولا تُقاس بعدد المواكب والعربات الفارهة، بل تُقاس بالصدق، والضمير، وبمدى الإحساس بآلام الناس.
القيادة التزام أخلاقي ومسؤولية إنسانية، تنبع من خوفٍ من الله، ومن قلبٍ كبيرٍ يسع الحزين ويفرح القلوب، ومن روحٍ تعرف أن السلطة تكليفٌ لا تشريف.
في زمن الأزمات، تظهر معادن الرجال الحقيقية. هناك من تهزه الرياح.
وهناك من يزداد صلابة كلما اشتدت العواصف. وفي هذا الزمن الصعب، برز الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، نموذجًا للقائد الذي لا تزعزعه المحن، ولا تكسره الجراح.
فقد ابنه، ورأى وطنه يُستهدف في أرضه وأهله، ومع ذلك لم ينهزم، ولم يستسلم. صبر بثبات المؤمنين، وواجه المؤامرات بحكمة القائد الذي يعرف أن الأوطان لا تُبنى بالانفعال، بل بالإصرار والموقف الصادق.
في معسكر الدبة، حين وقف بين أهله النازحين من الفاشر، لم يكن ذلك مشهدًا سياسيًّا، بل لحظة إنسانية عميقة. كان الحزن واضحًا في ملامحه، والغصة في صوته، لكنه لم يذرف دمعة.
لم تكن قسوةً، بل عزةً وكرامةً ورمزًا لقائدٍ يؤمن بأن القائد لا ينهار حين ينهار الناس، بل يكون سندًا لهم في ضعفهم، وصوتهم في وجعهم.
البرهان اليوم لا يقود من برجٍ عاجي، بل من الميدان. يسمع، ويواسي، ويتقدم الصفوف بثباتٍ يحترمه حتى خصومه.
هو قائد من طينة السودان الصافية، من ترابٍ أنجب رجالًا لا يساومون على الوطن، ولا يبيعون المبادئ
لهذا، نراه اليوم عنوانًا للثبات، ورمزًا لعزة السودان.
نقف معه لأننا نؤمن أن طريقه طريق ا الصدق، وأن خلف هذا الصبر الطويل فجرًا قريبًا.
امضِ بنا أيها القائد، فنحن معك على عهد الوطن، نؤمن أن النهاية واحدة: إما نصرٌ يرفع الرايات، أو شهادة تخلّد في صفحات التاريخ.
فالأوطان لا تبنى بالشعارات، بل بالرجال الذين لا يبدّلون عند الشدائد، ولا يتراجعون مهما كانت التضحيات.



