مقالات الظهيرة

هيثم عبدالباقي الحسن يكتب… ما بين ايلا والارباب .. انفتح لحديبة باب

من أعظم الاشياء أن تتحدث عنك أعمالك ويذكرك الجميع بلا استثناء.. والشخص اللماح هو من ينتقي الجمال وينظر له بعين فاحصة تختلف عن بقية العيون .. عباس حديبة الفنان ساقته الأقدار لمدينة بورتسودان واندهش حد الثمالة لما رآه من عمران وبنية تحتية عظيمة في عهد الراحل محمد طاهر ايلا الذي شغل منصب والي البحر الأحمر لعشر سنوات فعل فيها العجاب ..

فأعجب حديبة بهذا الصنيع .. قاده هذا لتسمية مركزه الصحي بإسم مركز ايلا الطبي بالقرية ٣٣ .. جاء الفقيد مصطفى الأرباب وبخطه الجميل كتب لافتة المركز الصحي وهي تحمل إسم إيلا بالبنط العريض ..

بعد احداث الجزيرة ودخول الاوباش لمدني والقرى القريبة من مدني وبدأت موجة النزوح .. قال بعض الناس لعباس حديبة ان الجنجويد اذا دخلوا القرية ووجدوا هذا المركز بهذا الاسم سوف يعيثون فسادا وتدميرا..

لا بد من تغيير اسمه .. وجاء المرحوم مصطفى الارباب وقال لحديبة (سوف اكتب اسم المركز بالبنط العريض ولن يستطيع اي من الاوباش قراءة الإسم) فكان أن قام بكتابة إسم المركز بخط خليط بين الكوفي المشجّر والنسخ المسطّر ..

يصعب قراءتها بسهولة .. فكان أن مرّ عليها الجنجويد مرور الكرام .. ظنوا انها لوحة فقط وليست إسم للمركز .. ظلت هذه الحادثة مرتبطة بأذهاننا ..

يتذكرها حديبة كلما مرّ بحوار اللافتة .. هذا الأمر فتح لعباس حديبة باباً للمقارنة ما بين إنجازات إيلا وذكاء الأرباب.. كلاهما رحل و ترك بصمة خالدة كل في مجاله لن يمحوها الزمان تظل اعمالهم موجودة بيننا تؤجج فينا جذوة الشوق والذكرى .. نسأل الله الرحمة المغفرة لهما وان يجعل قبرهما روضة من رياض الجنة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى