مقالات الظهيرة

(نبض الفكرة) د. محمدالامين علي ابوخنيجر يكتب… أبعاد المخطط الإقليمي عبر السودان و تنبؤات الخطر القادم على مصر

الملاحظ للحرب في السودان منذ أبريل 2023 وحتى الان يجد انها بدأت تتحول إلى أزمة إنسانية وجيوسياسية تهدد وحدة السودان واستقرار المنطقة، وفي هذا السياق يتبادر إلى ذهني أن ما يحدث الآن أبعد من ان يكون صراع داخلي فحسب وبالتالي هو اقرب الى ان يكون جزء من مخطط استراتيجي تقوده أطراف إقليمية على رأسها الإمارات التي تسعى تمزيق السودان ومحاصرة مصر من الجنوب باستخدام عصابات الجنجويد.

القاضي والداني يعلم أن الإمارات تقدم دعمًا عسكريا ولوجستيا للجنجويد في محاولة لتوسيع نفوذها في البحر الأحمر والقرن الأفريقي عبر دعم قوى غير تقليدية الهدف منها تهديد وحدة السودان ووضع مصر أمام تحديات أمنية خطيرة،وهذا الدعم لا يمكن فصله عن استراتيجية إماراتية أوسع لتشكيل توازنات جديدة في المنطقة، حتى لو كان ذلك على حساب استقرار الدول العربية الكبرى.
ومن زاوية اخرى نجد ان مصر تعتبر السودان عمقا استراتيجيا لأمنها القومي، وأي تفكك في السودان يعني فتح جبهة جنوبية قد تُستغل من قبل أطراف معادية، ورغم الدعم السياسي والعسكري غير المباشر الذي تقدمه مصر للجيش السوداني فإن غياب تدخل حاسم قد يؤدي إلى خسارة السودان كحليف استراتيجي في المستقبل.

التدخل العسكري المصري المباشر اصبح امرا حتميا على مصر ، خاصة مع تصاعد خطر تمدد العدو نحو مناطق حدودية، وظهور تقارير عن تهديدات محتملة للأمن المصري فتفكيك السودان إلى كيانات متناحرة يفتح الباب أمام قوى إقليمية ودولية للتمركز جنوب مصر.

وإذا استمرت قوات الدعم السريع في التمدد في مناطق واسعة بدعم خارجي فقد تتحول إلى منصة ضغط على مصر، سواء عبر الحدود أو عبر ملفات مثل سد النهضة، وهذا السيناريو يضع مصر أمام خيارين: إما التحرك العسكري لحماية أمنها القومي، أو القبول بواقع جديد يضعها في موقع دفاعي استراتيجي.
وربما تجد مصر نفسها مطالبة بإعادة تقييم موقفها من الحرب الدائره في السودان لأن تجاهل هذه الأزمة يترتب عليه كوارث قد ينبني عليها تهديد مباشر للأمن القومي المصري.

وأخيرا……التحرك العسكري المصري قد يكون ضرورة لا خيار إذا استمرت الإمارات في دعم قوى تهدد وحدة السودان واستقرار المنطقة.

mhmdalprof9927@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى