مقالات الظهيرة

(من همس الواقع) د.غازي الهادي السيد يكتب…  ظلام شمال الجزيرة إلى متى ينقشع أيها المسؤولون؟!

في الوقت الذي ترفع فيه حكومة الأمل شعار إعادة التعمير بعد التدمير ،تسابق المسؤولون في أداء واجبهم تجاه مواطنيهم المكلومين.

تخفيفا لمعاناتهم، بإعادة مادمرته الحرب وازالة آثارها، بكل جودة وتطوير ،وعلى ذلك النهج عملت معظم حكومات الولايات التي تأثرت بالحرب عملا دؤوبا ليلا نهارا لإعادة الخدمات الضرورية لمواطنيها،وهذا جزء لايتجزأ من صميم معركة كرامة الشعب السوداني، فشمال الجزيرة من المناطق التي تعرضت لتدمير ممنهج في كل مؤسساتها الخدمية.

وقد كانت محطة كهرباء الباقير التي تغذي كل قرى ومدن شمال الجزيرة أكثر تضررا وخراباً، مما جعل قراها ومدنها تعيش ظلاما حالكاً منذ تحريرها ،ألى يومنا هذا.

ورغم النداءات المتكررة من مواطنيها ،الذين ظلوا يعيشون في معاناة شديدة بسبب عدم صيانة التيار الكهربائي ،برغم الجهود التي بذلت من قِبل لجنة متابعة كهرباء شمال الجزيرة.

ورغم تحركاتهم المستمرة، إلا أن الوعود التي طال انتظارها من جهات الإختصاص قد ملّها المواطن ،وفي سعي اللجنة لإعادة التيار

قد تمت مقابلة الوالي ووزير التخطيط بالولاية،كما تم طرق ابواب كل الجهات المختصة وبكل استجداء لإسترجاع حق من حقوق مواطنيهم،بإعادة التيار الكهربائي لمحطة الباقير التي تغذي قرى ومدن شمال الجزيرة، ولإعادته من انقطاع دام عاما كاملا ولا يزال المسؤولون في سبات عميق.

وصمت يعكس مدى الإهمال لهذه الجهة الواسعة الشاسعة التي تضم مئآت القرى،وقد ظلت لجنة المتابعة في حركة دائمة طرقاً لكل ابواب المسؤولين، لتغيير هذا الواقع المؤلم الذي يعيشه مواطنيها،هذا الواقع الذي خلق عدة تساؤلات، في نفوس كل مواطني هذه المنطقه، فإلى متى تنهتى هذه الحال ؟

وإلى متى يقبع مواطن شمال الجزيرة في هذا الظلام؟

وأين المسؤولون من معاناة مواطنيهم الذين يعانون في كل نواحي حياتهم المعيشية والصحية ؟ومما يحيرهم أكثر جفوة حكومة الولاية لهذه المنطقة والتي هي جزء منها

فرسولنا (صلى الله عليه وسلم) يقول :( كلمكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) فالسؤال الذي على لسان كل مواطن فيها أين أنت أيها الوالي مما نعانيه نحن !فالحياة كلها صارت تعتمد على الكهربا.

وكما هو معلوم عندك أن منطقة شمال الجزيرة قد عانت شدّ المعاناة من تلك المليشيا التي عاثت فيها فسادا.

وقد عاد لها مواطنوها من بعد تهجيرهم ونزوحهم والآن يعيشون مع انتشار الاوبئة والامراض من(ملاريا وحمى ضنك وغيرها من أمراض متفشية أخرى ) لتزدادت معاناتهم بتهاون حكومة الولاية والتأني في تلبية إعادة التيار وهو كما تعلمون يخفف من وطأة تلك الظروف فاللجنة لا تزال تتحرك ليل نهار من مسؤول إلى آخر.

والمواطن لا زال ينتظر بريق امل يبشره ،والنتيجة تسويفية من قِبل المسؤولين دون إحساس بمعاناتهم، فالمواطن مغلوب على أمره، فالي متى يظل هذا الوضع المؤلم ؟

وقد تمت صيانة كل المحطات الكهربائية التي تم تعطيلها وتخريبها في ولاية الجزيرة وتمت انارة قراها ومدنها عدا محطة شمال الجزيرة بالباقير.

ومازالت المنطقة تنتظر حكومة الولاية أن تحرك ساكنا ،فيا من توليتم امر العباد أن معركة التعمير والتغيير عمت كل المناطق المحررة ،وقد بدأت المناطق المحررة بجهد بواسل قواتنا المسلحة.

الإستشفاء من كل آثار الدمار التي خلفها الأوغاد،وقد عادت محطات المياة ومحطات الكهرباء للعمل بعد التحرير عن طريق حكوماتهم التي جعلت من أوليات همها عودة الخدمات الأساسية لمواطنيها، و شمال الجزيرة تعيش في ظلام وظلم ولا تزال لجنتها تعرض ملفات كهربتها عليكم ،ولكن دون جدوى لذلك، وهي تتحرك وتجري الاتصالات لكل الجهات بحثا عن حلٍ يريح مواطن المنطقة.

وقد كان الانتظار لربط محطة الباقير مع محطةالحصاحيصيا.

وقد رأى البعض أن ربط محطة الباقير بمحطة الحصاحيصا التي مازال العمل بها جاريا، إن انتظار إصلاحها مضيعة للوقت والمال والجهد، وتطويلا في حجم المعاناة، لتتجه اللجنة الي الخرطوم لربط محطةالباقير بخط الكيلو 10 صافولا بإعتبارها الخيار الأقرب في الوقت الحالي.

وبهذا الصدد تحركت اللجنةإلى عدد من الجهات المسؤولة بولاية الخرطوم، في محطة المقرن، ومحطةالعاشرة بأم درمان، واجرت اتصالاً بمدير الخطوط ببورتسودان.

وقد قابلت مدير النقل ومدير الخطوط بالخرطوم والمهندس المسؤول عن التعاقد مع شركات تنفيذ صبّ الأعمدة الخرسانية،وسوف يتم توقيع العقد بين الشركة القابضة للكهرباء والشركة المنفذة لبدء التنفيذ فوراً ،وهذه الأعمدة سيتم تنفيذها من مرحلة الصب إلى مرحلة تركيبها وشد الأسلاك الذي يحتاج إلى ثمانية وعشرين يوماً ،ولتبدأ بعدها مرحلة تركيب العوازل والأسلاك، فهلا كنتم حضورا لتنفيذ مايجرى حتي تنار المنطقة، فالتحية لهذه اللجنة التي نذرت نفسها خدمة للمنطقة.

وقد تكبدت المشاق واقتسموا قوت ابنائهم من أجل المصلحة العامة، في ظل غياب وصمت الأجهزة الحكومية بالولاية،فكفى صمتاً أيها المسؤولون فالمواطن لم يطلب مستحيلا.

فلماذا كان صمتكم وتجاهلكم وغيابكم عن هموم مواطنيكم؟

ولماذا لم يحرك ضميركم أنين المرضى في المستشفيات التي تفتقر للتيار الكهربائي ، فهلا استجبتم أيها المسؤولون لتلك المناشدات لتعود الحياة لطبيعتها كما كانت عليه من قبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى