(من أعلي المنصة) ياسر الفادني يكتب…. مع والي سنار… جلسة ما منظور مثيلاً!!
لغة جسده كانت أوّل ما تحدّث عنه قبل صوته: هدوء راسخ، نظرة ثاقبة، إنصات دقيق، ثم من تحت هذا السكون يخرج الحزم والعزم كأنما يستيقظان مع كل جملة وكل قرار.
تقلّد منصبه في واحدة من أكثر المراحل حرجاً في تاريخ الولاية ، وقد زرت حاضرتها بعد يوم واحد فقط من تطهيرها من دنس الأوباش، فكان الحزن يعتصرني وأنا أرى الدندر ليست الدندر التي أعرف، وسنجة ليست هي بنت عبدالله التي تسكن ذاكرتي
اللواء الركن م الزبير حسن السيد ، والي ولاية سنار، ما إن وطئت قدماه أرض سنار والياً حتى بدأ بداية صحيحة وواضحة: أمنٌ، وزراعة، وخدمات، ثلاثية رسم بها رؤيته وخارطة طريقه، في الأمن قطع شوطاً كبيراً؛ فالولاية اليوم كما رأيت بعيني آمنة مطمئنة، بفضل المتابعة والحرص وبفضل الأجهزة النظامية التي أعادت هيبة القانون كما ينبغي
وفي الزراعة بدأ مبكراً جداً، يهيّئ الظروف ويعبّد المسار، عبر لجنةٍ اجتهدت واجتهد معها، وكل المؤشرات تقول إن الموسم الزراعي هذا العام مبشّر بإنتاجية غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، حتى الجانب المتعلق بتأمين الموسم الزراعي نُظّم وجرى إعداد مستلزماته المالية واللوجستية كما يجب
أما الخدمات، فكان لها نصيب وافر من اهتمامه. أعاد تأهيل الكثير مما دمّره مغول الجنجويد، وأعاد الحياة إلى مرافق كان الخراب قد نال منها
لكن… نجاح والي سنار لن يكتمل إلا بالتفاف أهل الولاية حوله، على اختلاف أطيافهم، فهو رجل مهموم بقضية ولايته، صاحب همة لا تهدأ، يعمل بصمت، ويحضر إلى مكتبه في ساعات الصباح الأولى وقد لمست ذلك بنفسي
هذا الوالي جاء ليعمل، لا ليُقال إنه يعمل، وجاء ليبني ولاية يعرف أهلها قيمتها قبل أن يعرفها هو
إني من منصتي أنظر….. حيث لا أملك إلا أن أقول: سنار تمضي نحو غدٍ أفضل، حين يكون على رأسها رجالٌ يشبهونها ويتوشحون قيمة سنار التي تفصح بقوة : سنار أنا ….والتاريخ بدأ من هنا .



