مقالات الظهيرة

(من أعلي المنصة) ياسر الفادني يكتب….  شوفوا غيرا !!

تضجّ الأسافير هذه الأيام بأوهامٍ غريبة، لا تشبه الواقع في شيء، سوى أنها تُدار بالعاطفة الرخيصة وتُضخّ بالكذب المنظم، كل مرة يخرج علينا منشور يدّعي أن (فلان الفلاني) اختفى في ظروف غامضة.

وأن جهة ما اقتادته بملابس مدنية إلى مكان مجهول، وحين تدقق قليلًا، تكتشف العبث: أسماء هلامية لا أصل لها ولا فصل، (ود زينب) بلا أب، و(ود التومة) بلا والي، وشخصيات أقرب إلى روايات الحواري منها إلى الواقع السوداني،

هذه ليست صدفة، ولا حماقة عابرة، بل فقاعات محسوبة الهدف، واضحة الغاية، تقوم على ثلاثية مكشوفة: أولها إلهاء الشعب السوداني عن معركته الحقيقية، المعركة التي يخوضها حراس الوطن، القوات المسلحة، بانتصاراتها وتقدمها، وثانيها محاولة إنعاش جثة سياسية متحللة، دُفنت في مقابر الذين ظلموا، اسمها (قحت) وزبانيّتها، بإعادة تدوير خطاب المظلومية بعد أن فقدوا كل رصيد، أما ثالثها، فهو صناعة بطولات من كرتون، ونفخ عضلات وهمية، وتقديمها سياسيًا وهي ترتدي قميص العاطفة الممزق، علّها تُستدر شفقة جمهور لم يعد ساذجًا

ما يحدث بلا شك عمل منظم، مرفوع القيمة سلفًا، هدفه خلق فتنة، وشيطنة القوات النظامية، وتشويه صورتها في لحظة مفصلية من تاريخ الوطن، والسؤال الذي يفضحهم: أين كانت هذه الأصوات حين طُرد (ود زينب) من منزله ونزح؟ لماذا لم يصرخوا عندما جُلدت زينب أمه بالسياط وسُبّت؟ لماذا صمتوا حين اغتُصبت (بت حليمة) في وضح النهار، ووُثقت الجريمة بالصوت والصورة؟ أين كانوا عندما صفّت المليشيا أبرياء، واحتفت بجرائمها في مقاطع فيديو؟

أولئك الذين ماتوا برصاص (أبو لولو) من هم؟ هل هم أبناء (فاطمة القصب الأحمر) أم (سندريلا)؟، هم أبناء التومة وكلتوم وحليمة وسارة؟ لكن دمهم كان خارج حسابات البكاء الموسمي؟

ما يفعله هؤلاء اليوم مضحك مبكٍ في آنٍ واحد؛ رواية قديمة عادت بنسخة جديدة، مدفوعة الأجر، لكنها فقدت جمهورها، لا أحد يصدقها، ولا أحد يملك حتى شهية قراءتها، فصنّاع الشر في هذا الوطن معروفون، وأفعالهم محفورة في ذاكرة الناس، والشعب السوداني، بعد كل هذا الألم، وصل (الكضاب حتى الباب) ، ورأى الحقيقة عارية بلا مساحيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى