(من أعلى المنصة) ياسر الفادني يكتب… عاطف أبو شوك…. حكاية وزير مختلف !
عندما إختلط حابل الحرب بنابلها، واجتاح الأوباش مدينة مدني، تفرّق وزراء حكومة ولاية الجزيرة كلٌّ في إتجاهٍ، فمنهم من غادر البلاد، ومنهم من لجأ إلى ولايات آمنة، ومنهم من تقطعت بهم السبل، لكنّ الوالي ووزير ماليته بقيا هناك ، في المناقل، يواجهان قسوة الأيام وضبابية الموقف بصبرٍ وشجاعةٍ نادرتين، في تلك اللحظات العصيبة، ظهرت المعادن الحقيقية، وتجلّت المواقف التي لا تُشترى ولا تُزيَّف.
أبو شوك كان أحد أولئك الذين لم يغادروا الميدان، بقي ليحمل همّ الولاية فوق كتفيه، لا بصفته وزيرًا فحسب، بل إبنًا وفيًا للجزيرة يعرف وجعها واحتياجاتها ، رجلٌ مهذب في أخلاقه، محترم في حضوره، متواضع في إنجازه، لكنه صلب في رؤيته وإصراره ، تراه يعمل بصمت، يبذل خبراته المالية والإدارية بإتقانٍ نادر، حتى بدأت ثمار جهده تُرى على أرض الواقع: تنمية، وتأهيل، وعمران
لم يعد في الجزيرة مرفق مياه إلا وقد رُفد بالطاقة الشمسية بعد أن كانت الآبار معطلة والصهاريج مشيدة ، المستشفيات والمراكز الصحية نالت نصيبها من التأهيل والتجهيز، بدعمٍ رسمي ومجتمعي جسّد روح التعاون التي تميّز أهل الجزيرة ، كان العمل متناغمًا، والنتائج تتحدث بلسان الإنجاز لا ببلاغة الكلمات
أبو شوك، ذلك الوزير المختلف، يتحدث بلغة الأرقام لا بلغة المظاهر ، أرقامه مضيئة لأنها ناتجة عن عملٍ ميدانيٍّ حقيقيٍّ لا عن تقارير مكتبية ، لا يمنّ على أحد، ولا يفاخر بما أنجز، بل يجعل التواضع عنوانه والخدمة واجبه، ضخ أموالًا معتبرة في مسيرة التعليم والبنية التحتية، واستطاع أن يوازن بين الرؤية الإقتصادية والبعد الإنساني في زمنٍ كان فيه الأداء الإداري يختبر أقسى إمتحاناته
لا نقلل من دور بقية الوزراء في حكومة ولاية الجزيرة، فلكلٍّ جهده ومكانته، لكن الأيقونة التي تستحق أن تتصدّر الصفحة هي عاطف أبو شوك الوزير الذي ظلّ أنيق المظهر، شفيف الكلمة، واضح الرؤية، وساطع الأثر في سماء الجزيرة
إني من منصتي أنظر….رافعا يدي اليمني ملوحا بها لأقول : لك التحية، يا من جعلت من المنصب وسيلةً لخدمة الناس لا سلّمًا للمجد الشخصي، ولك التقدير يا من أثبت أن المسؤول الحقيقي يُعرف في الأزمات لا في الإحتفالات.



