(من أعلى المنصة) ياسر الفادني يكتب…. صراع القونات بنسخة جنجويدية!
عندما تسقط المليشيا في كل جبهة، وتخسر الأرض والقيادة، لا يبقى لها سوى صوت المسيرات المتخبطة،
وخطبٍ مرتعشة يُلقيها الهالك من خلف شاشة الذكاء الاصطناعي بلغةٍ لا يُفهم منها إلا أنها دليل ضياع، يهاجمون منشآت مدنية خدمية لا قيمة عسكرية لها، فقط لتسجيل حضور إعلامي، بينما تتلقى قياداتهم ضربات دقيقة من القوات المسلحة، تُسكتهم في الميدان وتكشف فشلهم في التخطيط والتنفيذ
الهالك، وهو يكرر الجمل ذاتها والتسجيلات ذاتها، يخلط بين “قوات الدعم” و”قوات التأسيس”، ولا يعرف إن كان يخاطب عدواً أم يواسي نفسه، مَن حوله يصفقون تصفيقاً “مشاتراً”، لا يشبه تصفيق النصر بل يُشبه حفلات الفشل المغلّفة بالشعارات، مع كل هزيمة، تبدأ مسرحية جديدة: مسيراتٌ تطير، وخطابٌ يُبث، ونعيٌ متأخر لأحد القيادات التي طالتها يد القوات المسلحة في عمقهم
الانقسامات داخل المليشيا، وصراعات الأجنحة التي تظهر تارة في شكل سياسي وتارة في شكل عسكري، ما هي إلا نسخة مشوهة من صراع القونات، حيث تتنازع “فلانة وفلانة”، ويقف خلفهن جوقة من المصفقين لا يعرفون ما الذي يصفقون له، المشهد لم يعد معركة جيش ضد عدو، بل عرضًا مرتبكًا لجماعة فقدت بوصلة القيادة وتحاول تغطية هزيمتها بالجعجعة
في المقابل، تعمل القوات المسلحة بمنهجية عسكرية دقيقة: ضربات مرتبة، أهداف مختارة، نتائج واضحة، لا تحتاج القوات إلى أن ترفع صوتها، فصوت النيران والانتصارات اليومية أبلغ من ألف خطاب، كلما استُهدفت مخازن المليشيا أو قُتل أحد قادتها، جاء الرد في صفحاتهم قبل أن يصل إلى وسائل الإعلام، وتأكد الجميع أن من يخطط بهدوء، يضرب بثقة، ويكسب المعركة على الأرض لا في الشعارات
المليشيا كلما انهزمت، فعلت أشياء لا تخفى على من يملك بصيرة: إطلاق مسيرات على منشآت مدنية، بث خطاب مصوّر للهالك، إشعال مواقع التواصل بتصفيق الكتروني، ثم انتظار الصفعة التالية، لا جديد التاريخ يعيد نفسه، بنفس الطريقة، ونفس الأسلوب، ونفس النهاية: هزيمة يتبعها ضجيج، ثم صمت
اني من منصتي انظر ….حيث أرى… أن الفرق واضح… بين من يدرس العسكرية، ومن يجعلها لعب أطفال، هو نفس الفرق بين جيشٍ محترف يخطط وينفذ، وبين مليشيا تتخبط وتصرخ، الأولى تنتصر، والثانية تحتضر.