مقالات الظهيرة

مزمل صديق يكتب… الحنين الى الذات!!

مر عيد الاضحى المبارك هذا العام بلا لون ولا طعم ولا رائحة، ولم نشعر الا بأنه فريضة يجب أن تؤدى امتثالا لله تعالى ، تطوعا وتقربا، فالحرب العبثية اللعينة نالت منا ما نالت ، وتذوقنا منها (النزوح … الفقر … الجوع … المرض ) بجانب الموت الذى فتح أبوابه المشرعة للكثيرين سواء كان بالاسباب المذكورة او أخرى مقهورة.

* مر عيد هذا العام وذكريات الحنين الى موطننا الأصل وولايتنا الحبيبة الجزيرة باقسى ما يكون ، تغيرنا وتغيرت ملامحنا وتغير كل شيء فينا ، حتى عبارات (الحرب دى بتنتهي متين) فارقت دنيانا وحل مكانها الهم الذى ظل مستكينا فى جغرافيا الزمان والمكان ، اذاقتنا الحرب ويلات لا تمت لعرف الكون بصلة .

* الحنين الى لمة الإخوة والأحباب والأهل والأقارب الذين تفرقت بهم سبل الحياة بسبب الحرب اللعينة ، صلاة العيد فى الساحات وخطبة العيد وما بها من معانى روحية ، التفكر والتدبر فى خلق الله وغيرها من عبر وعظات.

ثم تتسابق عبارات (كل عام وانتم بخير وأعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات والقابلة زى ما عايز )… الخ ، والتوجه لحضن الوالدة حتى بعد رحيلها عن الفانية (اقدم لها تهاني العيد قبل الاخرين) بالدعوات والتقرب الى الله.

ومعايدة الاهل ابتداء من الاسرة مرورا بالجيران ثم باقى (الحلة الوطن الصغير ) ، تلك البقعة المباركة باهلها وموقعها المتميز فهى كحدقات العين يلتف حولها النيل الأزرق من الناحية الغربية ومن الناحية الشمالية ، فالحنين الى الذات افتقدنا كل معانيه فى هذا العام لأننا لم نكن نحن .

* ظللنا طيلة الفترات الماضية نترقب مجريات الأحداث الدائرة والحرب العبثية اللعينة بين مليشيات تفوقت بالاتها الاعلامية قبل الحربية ، دخلت الى ولاية الجزيرة فى رمشة عين ، الجزيرة التى بيعت بيع (النخاسة) ولم ندرك بعد سبب ذلك.

تركتها القوات المسلحة لفترة تجاوزت النصف عام وانينها الذى اطلقته لعنان السماء بعد ان تجردت الانسانية من قلوب القساة وتحولت حربهم العبثية الى مواطن اعزل لا يملك جريرة تذكر سوى انه سودانى الاصل ، ليتقبل الانتهاكات والموت المجانى على مرأى ومسمع القوات المسلحة، تعالت الصيحات ولكن لا ندري حتى اللحظة مصيرنا المجهول .

* اطلقناها منذ بدايات الحرب وقبلها واعلناها بلا من ولا ازى (لا للحرب) وتقبلنا لحظتها هجوم الآخرين بصدر رحب ، والان بعد ان اتضحت للمنتقدون الحقائق والمثالب انضموا لصفنا(لا للحرب) ولكن بعد ماذا ؟؟

* الحنين مفردة فلسفية عميقة وهى حياة قائمة بذاتها ، والحنين زفرة امان وشهقة ارتياح، الحنين الى الوطن عبارة فضفاضة مشبعة بالمعانى الحسية والروحية.

الحنين فى زمن تغيرت فيه الأشياء من حولنا ، الحنين اصبح لدينا هو (ربنا ينتقم من كل من أراد بنا شرا وابعدنا عن أهلنا وديارنا) … وكل عام والشعب السودانى الأصيل بخير، وعقبال وطن (بنحلم بيهو يوماتى)….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى