مقالات الظهيرة

مالو اعياه النضال بدني… الحلقة الثالثة عشرة 

الظهيرة- عبد الله حسن محمد سعيد:

نلج اليوم بابا رحبا من الابواب المشرعة لكل الناس كرست حياتها للناس وفق منهج التصوف الحق .. تلك المدرسة التي اتخذت منهجا نبويا صادقا وصافيا في الحب الالهي والحب النبوي للرسول الكريم وعترته الاصفياء وصكبه الكرام ..

مدرسة النبوة التي اهتمت بالناس تدريسا وتحفيظا للقرآن واعانة للعبادة والذكر دعوة للتمسك بأهداب الدين صلوات تقام بالسكينة والورع وتلاوة ترتفع حناجر الحفاظ بايات القرآن تعبدا واذكار تنقي بها القلوب من صدأ السنين ..

نرتحل ونحن نحمل الاشواق الي دار ازرق طيبة الشيخ عبدالله ازرق طيبه نزور ضريحه بين اباء كرام مهدوا طريق القوم للسالكين واعدوا دارا للمريدين والمستجيرين يؤمها المحبين من اصقاع الارض يرجون نوالا وتقربا.

نترحم عليه ذكرا لفضله وتبيانا لبعضا من سيرته وما نكتبه يعد اشارة لمسيرة العطاء الطويلة فهو القامة التي لا تطالها قامات الرجال .

كريم الخصال التقي النقي الزاهد الكريم الذي لم تنقطع موائد اطعامه ليلا ونهارا وفي كل الفصول ولم ينقطع صوت التالين للقرآن الحافظين في خلاويه بجبال النوبه والانقسنا.

رحم الله شيخ عبدالله ازرق طيبه الذي ملأت سيرته الطيبة بمكارم الاخلاق منبت طيب توارث التقوي والزهد والبركة كابرا عن كابر .

ملاذ الضعفاء والمستضعفين ويجير الخائفين وطالبي الامان والسلام تتنزل السكينة علي زائريه كلما دخل المرأ داره الرحبة التي يحفها جلال المكان تاريخا ناصعا من خدمة القوم الزهاد خمص الاجساد مقرحوا الاجفان السالكين في طريق القوم عبادة لله وحبا لرسوله .

وامتثالا لمنهج المتصوفة في المحبة والاخاء والمساواة بين الناس اعراب واعاجم تجمع بينها دار شيخ عبدالله فيتساوي فيه الكل ينعمون بالصحبة وتمتلئ جوانحم بالمحبة ويتزوقون حلاوة قيام الليل في كنف الصوفية تلاوة للذكر الحكيم ومدحا لسيد المرسلين وتزيينا لمنهج ومسلك اهل الطريق .

رحم الله شيخ عبدالله احمد الريح ذلك الطود الشامخ والعلم البارز والجبل الاشم والصوفي المتجرد والوطني الذي تشرب بقيم العقيدة وحب الناس والسعي في تمام امر عبادتهم بالحب الذي انطبع بداخل مريديه وميزهم فتجد وحدة منهجهم في جبال النوبة وعند البني عامر وعند الانقسنا وفي كردفان والجزيرة كلهم يجتمعون علي منهج الاخاء في الدين والطريق والوطن .

وحدة تجسدت في المسيد ذلك الملتقي الديني القرآني الصوفي والاجتماعي الذي تؤمه كل النحل والمجموعات السكانية شعوبا وقبائل تبتغي سلاما وطمئنينة تملؤ جوانحهم وتريح النفس الكليلة .

بساطة في اللقاء عمق في الحديث الذي تتفجر معانية في كل لون يمس الحياة طريق للعبادة والحب الالاهي النبوي المرتبط بصلاح العقيدة و مرتبط بمنهج الصدق والعمل في الحياة .

لم تكن طيبة التي شهدت في داره وفود المحبين وطالبي الحاجات مريدين ومواطنين من المزارعين الذين تبني قضيتهم واستضاف لجانهم واتحاداتهم وساهم في نهضتهم.

والطلاب الذين وجدوا في داره الملاذ الامن احتوتهم في حنو الاباء وحضن الام الحنون والنساء والرجال من كل النحل وبكل السحن وعلية القوم لا تفرق بينهم صفات ومواقع مقاماتهم تساوت الا باكثرهم تقوي وتقربا الي الله.

وسياسيون باختلاف عقائدهم ومناهجهم وفكرهم يأنسون فيه رأيا سديدا ويجدون عنده حلا لكل ما اسكل عليهم ويجدون حلا لكل ازمة تلح علي المجتمع فتتجه انظارهم لشيخ عبدالله في طيبة فهو ملاذهم ومقصدهم يجتمعون حوله ويضفي عليهم المكان جلالا وسكينة تصفي نفوسهم وعقولهم لقول حسن وموقف حسن..

شيخ عبدالله احمد الريح موسوعة وطنية وصوفية نادرة حوت بين جوانحها ما يجعله ابا للكل يجد كل انسان بقربه ما يريح نفسه فيلقي باثقال همومه علي عتبات الدار ويخرج مسرورا سعيدا معافي رابحا في بيعه ..

ووجد عنده الفرقاء والمتناحرين المختلفين والمتناقضين منهجا وعقيدة من السياسيين ما يقرب بينهم ويزيل عنهم ما فرق بينهم ويعلي ويثبت الاحساس بالوطن والوطنية ويقرب مساحات التراضي بينهم ..

رحم الله شيخ عبدالله اسد الجزيرة ازرق طيبة النبيل ذا الخلق الكريم باسط يديه كرما يتدفق من ببن اصابعه ومنهلا لكل مكرمة جواد كضوء الشمس يعم ضياؤها للكل ويكسبهم طاقة متجددة تعينهم في مسالك الدروب.

رحمه الله وجعل الجنة داره دار المقام مع سيدي رسول الله واصحابه والصالحين من التابعين والشهداء وصحبه الكرام…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى