مقالات الظهيرة

مالـو اعياه النضال بدنـي«5»

الظهيرة- عبد الله حسن محمد سعيد:

الثلاثاء العاشر من أكتوبر كنت حضورا في المؤتمر الصحفي لتدشين مبادرة جامعة الجزيرة لحل أزمة السودان السياسية وتقديم أوراق علمية لمعالجة ملفات أزمة البلاد في المحور السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإعلامية والهوية.

وفي غيرها من الملفات التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالراهن السياسي ودور جامعة الجزيرة كجامعة مجتمعية تهتم بقضايا المجتمع السودان وتقدم الحلول العلمية التي تعين أهل السياسة علي إدارة البلاد وتحقق التراضي المجتمعي .

فهي مؤسسة علمية اكاديمية ارتبط تكوينها بالمجتمع وحتي كلياتها اخذت طابعا جديدا في تخصصاتها التي اهتمت بالزراعة والبحث العلمي والاقتصاد والعلوم الطبية والبيطرية والعلوم الانسانية المختلفة .

وارتبط تكوينها بافذاذ ودمدني من رجالها الذين قدموا لها عند التأسيس من مالهم وعقارهم وجهدهم ما جعلها تنطق باسمائهم عرفانا لهم كابوسنون وابوزيد وعبدالرحيم أبو سنينة وغيرهم كثر من قيادات هذه المدينة الذين قدموا الكثير الذي يحتاج منا لأفراد مجلدات عن سيرتهم التي جملها نضالهم من أجل إنسان هذه الجزيرة ومجتمعنا المميز .

وبذكر دور جامعة الجزيرة لابد لي أن اطوف علي سيرة رجل اعطي لهذا السودان جملة من الإنجازات التي تتحدث عن نفسها عطاء ظاهرا في مشروع الجزيرة والمناقل وفي التعليم مناضلا جسورا لا يخشي في الحق لومة لائم قوي الشخصية والقرار سيرته الذاتية تعجز الشراح لأن لها في كل موقع بصمة وأثر طيب .

كرمته جامعة الجزيرة بمنحه شهادة المؤسس ومنحته جامعة الخرطوم الدكتوراة الفخرية في الاقتصاد.

سجل اسمه في سجل المناضلين و المنافحين عن قضايا المزارعين منذ عام 2491 م عندما سجل اسمه بين مزارعي الجزيرة مالكا لحواشة وانخرط في نشاطات حركة المزارعين.

وكان أحد قياداتهم الذين أبلوا فيها بلاء حسنا مناضلا في سبيل نيل حقوقهم في شتي مطلوباتهم المهنية والاجتماعية وما يعينهم علي زيادة الانتاج وتجويد الاداء ، قربه المزارعون فاولوه ثقتهم في لجنة الاتحاد التمهيدية في العام 3591م .

مع كوكبة من المزارعون الذين يمثلون جيل العمالقة والرجال الذين تتحدث انجازاتهم وتميزهم نزاهتهم وحبهم للجزيرة ، و شارك في الحركة الوطنية مع الزعيم اسماعيل الأزهري ورفيق دربه في الولاية محمد عبدالله موسي وبانقا حسن جبارة وجمع من العظماء الذين تتحدث سيرهم عنهم .

ودخل أبواب السياسة مبكرا حتي توج بوجود فعال في المجالس التشريعية في ولاية الجزيرة وفي مشروع الجزيرة واتحادات المزارعين وغيرها من الاتحادات التي لها علاقة وثيقة بالمشروع والمزارع كرمه الشريف حسين الهندي باختياره عضوا في مجلس ادارة مشروع الجزيرة عندما رأي فيه من خصائص القيادة وطموحه بتقديم عصارة فكر وقاد وجهد عظيم لما آمن به واستيقنته نفسه النزاعة لخدمة اخوانه المزارعون .

وتم اختياره نائبا لحاكم الاقليم الأوسط عندما كان عبدالرحيم محمود حاكما للإقليم الأوسط لما يتمتع به من شخصية وكفاءة وقدرة علي الإنجاز .

حديثنا اليوم عن عبدالرحيم أبو سنينة ، ذلك القادم التي تناطح السحاب علوا كتاب لا تمل التطلع بعشق الي صفحاته المليئة بالإنجاز والإعجاز نشأ وترعرع في قرية أبو سنينة بمحلية جنوب الجزيرة ادارية المدينة عرب .

طود شامخ ووطني متميز بفكره الوقاد وهمته العالية وكان انسانا حكيما وكاتبا مجيدا متحدثا لبغا زرب اللسان صادق في اشاراته ومطلوبات تطور مشروع الجزيرة الذي اولاه كل اهتمامه وجهده .

 

طاف العالم العربي والغربي من أجل تعاون الدول في رفع كفاءة الأداء والدخول في اتفاقيات الصناعات التحويلية وكان حلمه الذي عمل من أجل تنفيذه في المشروع ليكون اضافة حقيقية لشعار أمن به وعمل من أجله ( صنع في السودان ) مصنع الخشب المضغوط وصناعة الورق وصناعة النسيج وغيرها من الصناعات التحويلية .

عمل علي تغيير نمط الحياة البدائية للمزارعين والاستفادة من مال الاحتياطي حيث شارك في اول مواجهة مع الإدارة البريطانية في اعتصام مشهود ومذكراتهم مطالبين بمال الاحتياطي والاستفادة منه في تغيير نمط الحياة البئيس الي الاهتمام بمطلوبات المزارعين في عيش كريم وتبديل مساكن القطامي.

ونمط الغذاء الفقير بغذا صحي ينمي البدن ويحفظ الصحة ومن الجهل والمرض الي الصحة والتعليم فكان الاهتمام بالمدارس والمشافي وبالمرأة ونشاطاتها الريفية لرفع مردود العائلة واهتمامها بالأسرة .

كان أبو سنينة مناضلا لا يشق له غبار وهب نفسه للناس ولتأمين حاجاتهم الأساسية فكانت بصماته في كل القري التي حوله في الكهرباء والصحة والتعليم والبني التحتية وفي تقديم انموزج طيب لرجل رشيد وهب نفسه للناس كل الناس.

قدم سيرة مليئة بالحركة والإنجاز خلال سبعون عاما قضاها بين المزارعين والسياسيين والإداريين.

مقدما سفرا من الإنجاز تحدث عنه الكثيرون ثناءا لجهوده المتعاظمة وشخصيته الأسرة وعلاقاته الممتدة ولا نحصي إنجازاته ولكنا نشير فقط الي بعضا منها فلسنا مؤهلين لسبر غور سيرة رجل في قامة أبو سمينة وتبيان مسيرة طويلة من الإنجاز بدأها في عمر الثانية عشر من العمر وانتهت بحول الله وقوته حين اختاره الي جواره .

له موقف مشهور مشهود مع الرئيس الأسبق نميري عندما قرر جعفر بخيت فرض ضريبة علي المزارعين للحكم المحلي فكان رفض ابوسنينة قويا وحاسمة مما جعل النميري يدعوا لاجتماع عاجل للاتحاد الاشتراكي الذي هيأت ابوسنينة لموقف رافض للقرار .

وعند إشارة ن ميري للموضوع ورفض بعض المزارعين للقرار البري ابوسنينة وقال لنميري بقوة علي الطلاق مثل هذا القرار لن يفيد وكان مستعدا لمهاجمة ن ميري بالكرسي وهدده بما هو أعظم من ذلك … فما كان من نميري إلا أن كلف من يساوي الأمر الذي قضي بإيقاف تنفيذ القرار.

1/ اهتمامه المتعاظم وسعيه المخلص ودوره في الصناعات التحويلية وربطها بالزراعة أملا في دفع اقتصاديات البلاد وآثر ذلك في التوظيف والعمال و تطوير المشروع ..

ا/ مطاحن فوز كبرو ..

ب / مصنع الغزل والنسيج .

ج/مصنع الخشب المضغوط .

 

د/ مصنع الصلصة .

هــ/ مصنع الورق .

و/ مصنع العلف .

2/ تطوير التشريعات والقوانين الخاصة بعلاقات الإنتاج وإدارة مؤسسات المزارعين .

3/ تأسيس الحركة التعاونية في مشروع الجزيرة .
4/ إدخال التقنية الحديثة بإدخال المكينة في العمل الزراعي وتجويد التحضير وسرعة الجنازة وتجويده .،
5/ عمل علي إنجاز مطالب التأمين الاجتماعي للمزارعين ..

6/ أدخل الدعم الذاتي للخدمات الاجتماعية وتفعيل دورها في إنجاز التحول المجتمعي في تأمين مياه الشرب والتعليم والصحة وغيرها من الخدمات الاجتماعية التي لها أثرها المجتمعي الفاعل ..

7/ الاهتمام بالحيوان في الدورة الزراعية .
8/ تأسيسه لاتحاد أصحاب المواشي ومزارع الألبان والتسمين .

9/ المساهمة في تأسيس الاتحاد العام لمزارعي السودان .

والمساهمة بفاعلية في تأسيس اتحاد مزارعي الجزيرة .

01/ اهتمامه بالتعليم الزراعي الثانوي المتخصص (الطلبة الزراعية النموذجية ).

11/ شارك في تأسيس بعض البنوك من أجل دفع حركة الاقتصاد في الجزيرة ( البنك الإسلامي السوداني ).

21/ عمل جاهدا لنقل التقانة الخارجية والعمل بها في تطوير العمل الزراعي في السودان ومشروع الجزيرة خاصة .

هذه بعضا يسيرا من إنجازاته وبعضا عن ملامحه وبعضا يسيرا عن شخصيته التي تحتاج حقا لدراسة وتبيان مسار انه في العمل العام وفي علاقاته الاجتماعية التي جعلت منه مثالا للشخصية السودانية المحبوبة التي أعطت كل حياتها للناس .

فتح داره لكل الناس كرم فياض وتواضع جم ولهفة للقاء الكل يعطي الناس مقالاتهم .

زرته ضمن كوكبة من المزارعين عندما كنت في تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل في ضمن جولة علي قيادات المزارعين الأفذاذ الذين قدموا للمشروع إنجازا وإعجازا ابوسنينة ويوسف احمد المصطفي وغيرهم نقف عندهم اجلالا واكبارا وعرفانا في كل حين .

زرته في إطار الاستعانة بتجاربهم الثرة وخبراتهم المتراكمة ومعرفتهم الجمة بالمشروع ودقائق شئونه فوجدنا رجلا موسوعي المعارف في كل شأن كتاب مرجعي لا تمل الحديث معه تبهرك ثقافته ومعرفته وأسلوبه وياسرك ببديهته الحاضرة وعمقه في الحديث الذي لا تمل سماعه ..

رحمه الله واسكنه جنته مع الابرار وأنار قبره بقبس من نور الجنة ورزقه من نعيمها المقيم واحياه في جنة عرضها السماواة والارض في سدر مخصوص وطرح منصوص وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة والممنوعة وفرش مرفوعة .

طافت بمخيلتي كثير من الاسماء الي اعطت لقضايا المزارعين القا نضاليا وانجزت كثير من الانجازات التي تقف شهادا علي همتهم ووطنيتهم الامين محمد الامين والامين كشكوش وودالازيرق وأحمد عبد الصادق وشيخ الوالي وعبد الجليل حسن عبد الجليل.

وكثير من الأسماء يضيق بهم المكان وتتقاصر لهم القامات و لا اجد مدادا او اوراق تسود صحائفها سيرم العطرة وعطاؤهم الثر في كل انحاء الجزيرة ولكن ابو سنينة هو من خيارهم انموزجا خيرا قدمنه مثالا لرجل ناضل نضالا سيظل خالدا في نفوسنا تنعم الأجيال بإنجازه ونقدمه حتي نسير علي دربه وهدي خطاه عطاءا للوطن الحبيب.

مستذكرين كل نضالات جيله الذين اورثونا منهلا للخير عم عطاؤه كل السودان وبهم الجزيرة أرست دعائم الاقتصاد السوداني لقرن كامل ويحتاج من الآن لوقفة نعيد فيها سيرته الاولي.

عطاءا وبذلا وعملا ليعود ذلك العملاق مشروع الجزيرة دوحة الوطن .. كونوا جميعا مشاعل في الدروب وامثلة للنضال من اجل سودان يسع الجميع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى