مقالات الظهيرة

كتائب القسام تدفن إسرائيل في الوحل!!

الظهيرة- علاء الدين محمد أبكر:

في عام 1991 هددت الحكومة العراقية بقيادة صدام حسين بأنها ستهاجم إسرائيل بالصواريخ إذا شنت حربا ضدها.

وحدث ذلك فعلا بعد يوم واحد من هجوم قوات التحالف الدولي المشكل بهدف طردها من دولة الكويت التي احتلتها في اغسطس من العام 1990م .

أطلق العراق عدد 39 صاروخاً باتجاه إسرائيل وقد كان الهدف سياسياً أكثر منه عسكرياً بهدف اجبار إسرائيل علي الرد العسكري علي العراق الشي الذي يجعل الشارع العربي ينظر إلى الأمر كأنه معركة عربية إسرائيلية غربية ولكسب تعاطف الشارع العربي تحدى صدام حسين قادة حكومات الدول العربية لإكمال الصواريخ التي اطلقها إلى الرقم 40 ، و بعد ثلاثين عاما من تلك الأحداث أكمل اليمن العدد إلى 40 صاروخا.

حيث أعلنت جماعة الحوثي التي تسيطر على الحكومة في اليمن إطلاقها دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية والمجنحة.

وعدد كبير من الطائرات بدون طيار على اهداف مختلف في إسرائيل، ويعتبر هذا الأمر مفاجأة كبيرة مقارنة بالبعد الجغرافي بين إسرائيل واليمن والوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه اليمن في ظل نظام جماعة الحوثي.

التي تجد معارضة من بعض أبناء اليمن بسبب استيلائها على السلطة بالقوة و عدم قبولها بنظام ديمقراطي يسمح بانتقال السلطة بشكل سلمي ، ولكننا نطرح سؤالاً منطقياً: هل تمتلك جماعة الحوثي فعلاً القدرة على تصنيع أو شراء الصواريخ الباليستية؟ الجواب بالطبع سيكون بالنفي.

وتبقى إيران هي المتهم الأول بتزويد اليمن بالسلاح وإرسالها لتلك الصواريخ المتقدمة. ولكن لماذا لا تهاجم إيران إسرائيل بشكل مباشر.

وهي الدولة الغنية بالنفط والتي تمتلك المال والعتاد والجيوش؟

والجواب هو: إذا فعلت إيران ذلك فإنها ستجد نفسها أمام حرب ضروس تقودها الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تخف حقيقة دعمها لأمن إسرائيل لدرجة أنها أرسلت أسطولا بحريا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط ​​ من أجل مساعدة إسرائيل و حركة حماس مقارنة بالجيش الإسرائيلي لا تتجاوز قواتها نسبة 10% مما لديها من الجنود والعتاد.

لكن قوة حركة حماس تكمن في طريقة قتالها فالجيش الإسرائيلي قادر على محاربة الجيوش النظامية لكنه يقف عاجزا أمام الميليشيات المسلحة الصغيرة سريعة الحركة.

والأمر نفسه ينطبق على الجيش الأميركي، إذ تكبد في الماضي خسائر فادحة في فيتنام و أفغانستان وهذا الأسلوب القتالي نفسه أجبر إسرائيل قبل سنوات على الانسحاب من جنوب لبنان.

يمكن تفسير الرد اليمني على إسرائيل بإطلاق الصواريخ والمسيرات يحمل قيمة معنوية أكثر من المكاسب العسكرية.

لقد كان صدام حسين يعلم أن الدول العربية، رغم امتلاكها جيوشاً مدربة وأسلحة حديثة، لن تستخدمها إلا ضد شعوبها لكنها لم تكن قادرة على إطلاق رصاصة واحدة ضد إسرائيل بسبب الخوف علي عروشهم التي قامت علي ركائز استعمارية لذلك تحدى العرب بإكمال عدد الصواريخ من العدد 39 إلى العدد 40 و لكن بعد ثلاثين عاماً جاء الرد فارسيا وليس عربياً مبين.

انتصرت حركة حماس في حربها الحالية ضد إسرائيل التي منيت بخسائر فادحة أثناء محاولتها التوغل في قطاع غزة.

فقد وقعت في الفخ الذي نصبته لها كتائب عز الدين القسام بتدمير الدبابات والمدرعات الإسرائيلية التي كانت أسهل بكثير على كتائب القسام من شربة ماء و هذا سيزيد الضغط الشعبي داخل إسرائيل علي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خاصة فيما يتعلق بعائلات المخطوفين.

و تزايد عمليات القتل في صفوف الجيش الإسرائيلي بالتالي لن يكون أمام إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية خيار سوى القبول بصفقة تبادل الأسرى مع الجانب الفلسطيني وهذا يعد نصر كبير للشعب الفلسطيني وليس لحماس وحدها.

فمن كان يصدق ان الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تستخدم حق النقض الدولي (الفيتو) داخل اروقة مجلس الامن الدولي ضد اي قرار دولي يسعي الي وقف النار في قطاع غزة تصرخ اليوم وتطالب بضرورة ايقاف القتال والقبول بتسوية ياتي ذلك الانحاء الامريكي نتيجة لقوة المقاومة الفلسطينية.

حرب قطاع غزة هذه المرة تختلف عن الحروب السابقة حيث أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة وفرضت نفسها على الساحة السياسية العالمية.

كما أن استراتيجية إسرائيل المقبلة لن تعتمد على القوة العسكرية بل ستعمل على إسقاط الصقور الذين لا يؤمنون بالسلام وسيكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضحية الأولى بحجب الثقة عنه وتكليف شخصية غير متطرفة لتشكيل حكومة تعمل على حل الصراع و تعزيز دور السلطة الوطنية الفلسطينية بدلا من تهميشها.

إن قتال إسرائيل للجيوش العربية مجتمعة أفضل لها ألف مرة من قتال الميليشيات المسلحة، فافراد الجيش الإسرائيلي غير مدربين على حرب العصابات التي تجيدها حركة حماس وحزب الله و الولايات المتحدة الأمريكية.

ستشهد هي الاخري تغيراً خلال الفترة المقبلة وتحديداً في الانتخابات المقبلة بعد ما تبين للجميع هناك أن تجاهل القضية الفلسطينية سيؤدي إلى أضرار مادية بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة العربية.

وكذلك الحال بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي فقد تحركت الشعوب الغربية ضد ما يحدث من ابادة جماعية للشعب الفلسطيني و باستهداف ممنهج للنساء والأطفال والشيوخ.

عبر قصف المستشفيات و المدارس التي اتخذوها ملاذ آمن خلال الحرب صمود الشعب الفلسطيني سيؤدي إلى أخبار جيدة قادمة بايقاف الحرب بشكل نهائي واعتماد العملية السلمية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي واستعادة السلام في المنطقة وفق حل الدولتين الذي يقوم وفق حدود العام 1967م.

𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺
جمهورية السودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى