الأخبار المحلية

عزيزة معراج تكتب… لا تبحث عن رضاهم فلن تجده

اعتقد أن أكثر مقولة من قول البشر حكمة هي مقولة أن رضا الناس غاية لا تدرك وأكثر ما تتمثل هذه المقولة في العمل العام أو الطوعي،إذ انك قد تبذل وقتك وجهدك وحق نفسك و اهلك عليك … ولن تجد الرضا أبدا .

 قد يرضى البعض عنك لكن الساخطين أبدا …رضاهم عنك محال . فهم يريدون أن يجعلوك في هذه الحالة… حالة البحث عن رضاهم ولن تناله.

قد تتهم بكل تهمة وتقذف بكل قذف ….تقذف بالغرض وبالمصلحة…..وبكل تهمة وقد يتهم حتى من نلت رضاهم أو من يثنون عليك …. لكن عزاءك أن الله يعلم السر والعلانية …وانه هناك عنده تجتمع الخصوم.

لذلك فليكن هدفك هو وجه الله واعتبر ما ينالك من هؤلاء هو من باب الامتحان ….وان كان هذا جهاد صعب ومرير جدا ….فنحن بشر وكائنات اجتماعية نحتاج للتقدير ….نحتاج للقبول في محيطنا ….قد يكون هناك تقدير أحيانا من محيطك لكن الطاقة السالبة شرهة وتمتص الطاقة الايجابية والهواء السام للأسف قادر على ابتلاع الأكسجين.

وهذا ما ذكره الغزالي في قوله (من شغل نفسه بطلب رضا الناس عنه وتحسين اعتقادهم فيه) مغرورا، لأنه (لو عرف الله حق المعرفة علم أن الخلق لا يغنون عنه من الله شيئاً؛ وأن ضرره ونفعه بيد الله ولا نافع ولا ضار سواه، وأن من طلب رضا الناس ومحبتهم بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، بل رضا الناس غاية لا تنال، فرضا الله أولى بالطلب).

وهذا هو الأولى بالإتباع اعمل دون التفات….اعمل لرضا الله ودعهم ودع آذاهم وابتعد عن شخوصهم السامة …وطاقتهم السالبة.

أن أرهقت من الجالسين في مكان الحكم فقط ….فهم لا تهمهم معاناتك ….فأنت يجب أن تعمل والحكم عليك جاهز أنت مقصر …أن داهمك إحساس السخرة فتذكر أن هناك من البشر قد تطاول على رب العباد تعالى علوا كبيرا بهذه النظرة المستبدة والجريئة.

قال تعالى {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) }

لعلك تجد عزاءك في هذه الآية.

فالله وحده يعلم كدك واجتهادك ، وكم الإرهاق الذي يخرج مع أنفاسك وتنهداتك …أو تلك الدموع التي خبأتها وتجملت بالابتسام.

الله يعلم كل شيء، وحاشاه أن يضيع حقك هباء يضيع …النظرات الجاحدة التي اخترقتك محسوبة والكلمات الجارحة التي أحرقتك محسوبة وحتى ومط الشفاه من وراء ظهرك يراه الله ويعلم عن كم المشاعر السامة فيه.

فابتسم يا عزيزي فالله حسبك ونعم الوكيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى