مقالات الظهيرة

عزيزة المعراج تكتب…. الهجرة النبوية …ثورة

الهجرة النبوية الشريفة كانت امر رباني له ابعاد روحانية جليلة ولكنها كانت ثورة …. ثورة من قوم امنوا بفكرهم وارادوا ان يتنزل واقعا في حياتهم فحملوا احلامهم وهاجروا تاركين الاهل والولد والوطن ..

اذ ان وطن لا يسع فكرهم هو ليس بوطن …وطن لا تكون فيه آمن في سربك وحر تصدح فيه برايك وتمارس قناعاتك هو ليس وطنك الوطن دائما حيث تجد الأمن والسرور.

 لعله من نافلة القول ان الهجرة الشريفة كانت ضرورة -أكثر مما هي رغبة في التخلص من أذى المشركين- للانتقال بالرسالة الإسلامية من مرحلة” الضعف والدعوة إلى مرحلة القوة والدولة “.

لذلك هي ثورة كبرى واذا كانت عصور اوروبا الزاهية وبداية التحضر بدأت بالثورة الفرنسية فأن العصر الذهبي للحضارة الاسلامية والعربية قد بدأ بالثورة المسماة الهجرة النبوية فقظ مثلت نقلة كبيرة كان لها شأنها ليس على العرب فحسب بل تعدتهم للأمم الأخرى ، محدثة بذلك ثورة اجتماعية واقتصادية ، حرَّكت مسارات التاريخ باتجاهاتها السلمية والصحيحة.

وهجرة النبي كانت ثورة لكنها ثورة واعية اخذت بالاسباب فقد جاءت بعد أن تهيأ السبيل إلى “يثرب” المدينة رغم سيطرة اليهود عليها في ذلك الوقت – لتكون دار الهجرة أو الانطلاقة للمسلمين ومعقلاً للدين ومركزاً للدولة.

حيث استقبل الرسول ومن معه من المهاجرين بحفاوة كبيرة من قبل الأنصار الذين بايعوه على النصرة أيام العقبة ، فكان يوم فرحٍ وابتهاجٍ .

اذن كان هناك بناء قاعدي واخذ بالاسباب لضمان نجاح الثورة التي نتج عنها دولة تحمل فكر بعد ان كانت تلك اابقاع عبارة عن قبائل يفتك بعضها ببعض.

فكانت الهجرة الثورة ، لأنها نقلت الدعوة الإسلامية نقلة هائلة سريعة وعظيمة من مرحلة كان هدفها تربية الفرد المسلم إلى مرحلة أصبح هدفها تكوين المجتمع المتمدن والدولة .

ومن دعوة كانت مجرد عقيدة وفكرة إلى دعوة أصبحت شريعة ونظام ودولة، ومن حركة محدودة تؤثر في مكة وشعابها إلى حركة عالمية الأهداف، ومن دعوة أتباعها قلة مستضعفون إلى دعوة أتباعها سادة وفاتحون. وقد كانت ثورة نقلت المسلمين من الضعف إلى القوة، ومن القلة إلى الكثرة، ومن الانحصار إلى الانتشار، ومن الاندحار إلى الانتصار.

لذلك كانت فيصلا وحق لنا ان نؤرخ بها

كل عام وانتم بخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى