مقالات الظهيرة

عزيزة المعراج تكتب…. الزغاريد

الزغاريد موسيقى مبهجة تشق عنان السماء اعلانا لفرح ودعوة للمشاركة وبمناسبة امتلاء الاجواء هذه الايام فرحا بنجاح الابناء دعونا نتحدث عن تاريخ وتفاصيل هذه العادة الجميلة التي هي طريقة غريبة حماسية والتي تعتبر اختصار للكلمات التي لا يمكن التعبير عنها.

والغريبة انه كما للفرح زغاريد للحزن أيضاً، زغاريد تسمى عندنا في السودان (بالسكليب) وتطلق عادة عند موت عامة الناس وتصاحب بدق النحاس عند موت القادة والشيوخ والعمد والنظار (جمع عمدة ).

في يوم الخميس جانا الخبر وانشاع

في الاربعة قبل ازرق طويل الباع

تبكيك الخلوق بي أغزر الدماع

واعتقد ان لجميع الشعوب زغاريد لكنها منتشرة جدا في افريقيا والشعوب الشرق اوسطية وفي العصر الجاهليّ، كانت النساء يطلقنها أثناء الحروب والغزوات لرفع معنويات الرجال اثناء أثناء القتال.

ولنا في السودان تاريخ حافل بالزغاريد خلف المقاتلين والانشاد والغناء ودق النحاس تحفيزا لهم وتذكيرا لهم بتاريخ ابائهم المجيد بل اننا نسمع احيانا اثناء غناء الجلالات زغاريدا يطلقها العساكر والمقاتلون انفسهم

وتوجد روايات ان اصل الزغاريد كانت في العصر الفرعوني اطلقت عند انطلاق الحملة لتحرير مصر من الهكسوس، فاطلقنها النساء بمصابحة قرع الطبول.

ويزعم أيضاً أنّ أصل الزغاريد يعود إلى الموروث الشعبيّ الهندي، اعتقد وقتها الهنود أنّ الزغرودة تطرد الطاقة السلبية من الجسم وتمنع الحسد، ويقال أيضاً أنّ أصلها للهنود الحمر، كانوا يطلقونها أثناء الصيد والحروب
وقد اشتهرت الزغاريد في الموروث الشعبي بالمناسبات والأفراح، إلى الحجّ، وكما يقول المثل الشعبي المصري “الحزن يعلم النواح والفرح يعلم الزغاريد”.

وتختلف إيقاعات الزغاريد من دولة إلى أخرى.

في السودان تختلف من منطقة لاخرى في ايقاعها وفي دول الخليج يختلف إيقاعها عن بلاد الشام، كذلك في مصر تختلف عنا في السودان ، وفي بلاد الشام عادة ما تأتي الزغرودة مصحوبة بما يسمّى “الآويها”، إذ يجري الأمر بهذا الشكل:

آويها يا بعد عيني ولبس الجوخ يلبقلك

آويها يلي زيّنت المحضر بفهمك وعقلك

ولدينا في السودان ترافقها اغاني وايقاع العديل والزين

أمانيك عذاري تتجمع في ليلة

فيها زغاريد وحنه فيها بخور وشيلة

فبها الناس تبارك الحب والحليلة

فيها الناس تغني للزين والعديلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى