مقالات الظهيرة

عبد الله حسن محمد سعيد يكتب… أحداث التاريخ وصور باهتة الشحوب!!

الظهيرة – عبد الله حسن محمد سعيد :
تطوف بذهني تلك المعانة التي عاناها رهط من الذين حملوا هموم اعادة الحكم الراشد والديمقراطية المفقودة في نضالات الجبهة الوطنية ضد دكتاتورية نميري مع الشريف حسين وهم يعانون مرارة العيش بين الساحل والصحراء في بردها الغارس وبين حرها اللافح وبين جوعها الكافر وعطشها اللاهث وامراضها المتنوعة الفاتكة ۔

طافت تلك الصور الباهتة الشحوب وانا انظر الي المستنصرين والمستنفرين من ابناء وطني وهم يلتحفون الارض ويستظلون بالسماء في وهج الهجير والعرق يتصبب من عناء التدريب وبين اعينهم يقين بالواجب نحو الدين والارض والعرض وقلوبهم معلقة بالوطن المستهدف في هويته وارضه وموارده ۔

وانظر الي نازحي الجزيرة في كسلا والقضارف وفي دور الايواء بلا متاع يفترشون الارض ويلتفحون السماء ويعانون مرارة الوجود في بيئة لم يألفوها ولم يتذوقوا مرارة العيش فيها جوعا ومرضا وعطشا ولم يدر بخلدهم يوما ان يهجروا قسرا خارج مأمنهم ومأمن كل قاصد الي ديارهم المضيافة وزاد كل جائع وملجأ كل خائف الجزيرة تلك البقعة الطاهرة التي من الله عليها بأن جعلها قبلة لكل الناس تميز نسيجها الاجتماعي بالتميز جمعت فأوعت وجادت وما بخلت ۔

صور باهتة الشحوب تمر بمخيلتي وكأني اراهم في صحراء ليبيا يتقون الشمس والرياح والهجير بقطعة من خيمة تمزق نصفها.

وما عادت ملاذا لمن حق لهم سكن القصور والتمتع برغد العيش في ديارهم الرحبة ولكنه الواجب الوطني الذي دفع بهم الي تلك الصحاري وتلك المجاهل بين الوحوش والحشرات الزاحفة والطائرة والتي تمشي علي رجلين وقسوة التدريب والانتظار لبدء مواكب النصر الي الخرطوم لهد متاريس الدكتاتورية وبناء حدائق الديمقراطية وبسط ثقافة التعايش السلمي بين الناس كل الناس وبناء الوطن برفع الهمم وانجاز البرنامج والمنهج اقتصادا معافي واجتماعا مميزا وسياسة راشدة ۔۔۔

مرت تلك الصور امان عيني وانا انظر الي جموع المستنصرين من ابناء الشعب المستنفرين لحماية العرض والارض والدين في صفحة الميديا وفي مناط التدريب علي السلاح لصد الغزاة وحوش مليشيا آل دقلو ومن شايعهم واعانهم من دولة شيطان العرب ومسيلمة العصر امير دولة الدعارة والكفر والفجور في الاماراة بن زايد والبعض من ذلك الرهض الذي آمن بقضية عقيدته.

و وطنه وهويته متأنقا بابتسامته ينظر الي افق غير مرئي لنا يستبشر بالشهادة فداءا لما آمن به واستيقنته نفسه النزاعة للتضحية بما هو فاني لما هو خالد ۔ ولكن استطعت ان انفذ في بعض من الصفحات ونحن نقارن بين هذه وتلك ۔۔۔۔

نستدعي احداث التاريخ لقراءة صحيحة للاحداث والصراعات بين الحق الابلج والباطل اللجلج ۔۔

الامل معقود علي تلك الوجوه التي اودعها الرحمن بالرضي واسكن اليقين في نفوسها فجادت وما بخلت

والامل معلق بصدق نواياهم وعظيم تضحياتهم وعلو هممهم لطرد الغزاة وتصحيح المسار وتفجير الطاقات ۔ لنا الله فقد كتبت علينا خطا مشيناها ومن كتبت علي خطا مشاها ۔۔

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى