عبد العظيم حاج علي يكتب… بل هم(الكرَّارُون)
إن السيرة النبوية المطهرة على صاحبها افضل الصلاة وأتم التسليم وتاريخنا الإسلامى العظيم مليء بالدروس والعبر التى إذا استحضرناها هانت علينا المصائب،
من تلكم الدروس الخالدة، فى المعارك والغزوات التى خاضها النبى صلى الله عليه وسلم مع صحابته رضوان الله عليهم، (درس معركة مؤتة) وهم يومئذ فئة قليلة قال تعالى:(واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم)الأعراف الاية ٨٦
فكان عدد المسلمين ٣٠٠٠، ثلاثة الاف مسلم مقابل ٢٠٠،٠٠٠،مئتا الف من الروم والغساسنة،
وبالرغم من قلتهم كانوا يحبون النصر
وهذه طبيعة البشر يحبون النصر دائما ويكرهون الهزيمة قال تعالى :(وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب) الصف الاية ١٣
كان فى معركة مؤتة الأولى قادة كباركلفهم القائد الاعظم النبى صلى الله عليه وسلم َوأمرهم بالتعاقب على القيادة فقال :
القيادة لزيد بن حارثة رضى الله عنهم فإن استشهد فعبد الله بن رواحة صاحب قصيدة (مالي أراك تكرهين الجنة)..
فإن استشهد فجعفر الطيار ابن عم رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو القادم لتوه من رباط طويل بأرض الحبشة،
لما استشهد ثلاثتهم تصدى للقيادة في ذاك الظرف العصيب سيدنا خالد بن الوليد سيف الله المسلول اشتهر بعبقرية تخطيطه العسكرى وبراعته في قيادة جيش المسلمين،
فاستطاع خالدا أن ينسحب انسحابا تكتيكيا ناجحا ببقية الجيش إلى المدينة المنورة..
فى المدينة استقبلهم الناس وهم غاضبون وحسوا على الجيش التراب وقالوا ( يافُرَّار) ولكن
رسول الله
صلى الله عليه وسلم عليه،
كان له وصف آخر ابدل فيه لغة الإحباط والغضب إلى التفاؤل والنصر القادم
فقال (ليسوا بالفرار بل الكرَّار ان شاء الله) وقدكان ماقاله الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم،
فالحرب خدعة، وكر وفر، وتقديرات عسكرية، وتكتيكات يعرفها القادة وهى من صميم عملهم..
لايفتى اهل الدثور لأهل الثغور، فان هجموا فهذا دابهم وان كمنوا فهذا تقديرهم،
فعلى غير العسكريين وحاملى السلاح الدعاء فان لم يستطيعوا فاضعف الإيمان الصمت وعدم التشكيك..
إن الجيش الذى دحر الأوباش بعد أن كانوا قاب قوسين وادنى من ولاية القضارف وشندى ثقتنا فيه ان يقضى على ماتبقى من ملاقيط افريقيا..
اللهم انصرجيشنا
وتقبل شهدائنا
واشفى جرحانا
#الفاشر رمز الصمود
# جيش واحد شعب واحد
___________________
٢٠٢٥/١٠/٢٧م
