صبري محمد علي (العيكورة) يكتب… مُحي الدين سالم والخطاب المفقود (شُكراً معالي الوزير)

لربما و لأول مرة أستمع لوزير خارجية يتحدث بلغة عربية صرفة سلسة بلا (لجلجة) كانت البارحة
وأنا اتابع كلمة معالي وزير الخارجية السفير محي الدين سالم خلال مؤتمرة الصحفي بالأمس
نعم هو خطاب الدولة بلاشك إذا ما إستحضرنا أحاديث رئيس مجلس السيادة والفريق ياسر العطا مؤخراً
ولكن ما أعجبني هو القالب الذي تحدث به الوزير فالسودان كان يفتقر (للماعون السمح) الذي يأخذ التوجية بقوة و يُوصله للمُسّتمع بقوة
وهذا ما بدأ لي من حديث معالي الوزير البارحة
قال ….
*نحنُ أسياد الحرب*
*ونحنُ أسياد السلام*
أعتقد هذه الثوابت كُنا نفتقدها في خطاب الخارجية وقطعاً قد لامس بها السيد الوزير أشواق هذا الشعب المُعتد بإرثه وحضارته و مُثُله
زاد من روعة الحديث أنه إستدعى التاريخ القريب للسودان سواءً في الحُرُوب والفراسة
أو الحكمة التي يتميّز بها هذا الشعب الكريم فعرّج في قفزات رشيقة يُذكِّر بتجارب السودان مع (أنانيا) و حروب الجنوب والإتفاقيات اللاحقة في تطواف يُرسِّخ لدى المتابع أن معالي الوزير يعي ما يقول ويهز كتف الخارج والداخل ويستنهض الهمم *بمن نحن!*
نعم نحن…..
أسياد الحرب و نحنُ أسياد السلام
وقال ….
*ولا نحتاج لمن يُعلِّمُنا كيف نُدير أمرنا في كلا الحالتين!*
أبان معالي الوزير رأي السودان في الرباعية و (ورقة) بولس و لقاء أمريكا في سرد وضع من خلاله كل محطة في حجمها الطبيعي و رأي السودان فيها
وقال ….
*ما رفضته (المليشيا) عبر منبر (جدة) حققناه بالقوة*
أيضاً فيما يلي تنوير الرأي العام والإعلامي أعتقد أنه كان كمن يُشرك الجميع أن يُدُلوا بأرائهم
الخارج قال لنا كذا
ونحن قُلنا كذا
فما رأيكم أيها السودانيون؟
كما لم ينسى شكر حراك السودانيين بالخارج
أظن أن الرسالة قد وصلت في قالب شعرنا معه بأن هُناك دولة و رجال بعيداً عن التأتأة والعبارات الدبلوماسية اللّزقة و (المتاوقة) خارج الأسوار نحو الخارج في موقف لا تنفع معه إلا الشدة الدبلوماسية أو العسكرية
حقيقة عبارات هذا الرجل التي لا تقبل التأويل ولا القسمة على إثنين (برأيي) أعادت لنا بعض أمل بأن *الخارجية ما زالت بخير*
وصدق العبّادي على لسان طه البطحاني حين قال في فراسة معرفة الرجال
*الراجل فعايلو ببينن لك طبعُو*
*أنا ود الخلا*
*البِعرف أسُودُو وضبعُو*
شُكراً معالي الوزير
و الكلام النجيض كتِّر (مِنُّو) .
الخميس ٢٧/نوفمبر/٢٠٢٥م



