صبري محمد علي (العيكورة) يكتب… ما أشبه الليلة بالبارحة… و ما أقبح الصيد في الماء العكر
فقد كثر الصيادون في الماء العكر بُعيد مأساة الفاشر ولن نُقلل من فظاعتها ولكن علينا أن نقرأ الماضي القريب لما حدث بالجزيرة و سنار والخرطوم فلربما الفظائع كانت أكبر وإن أهملتها بعض كاميراتهم آنذاك
وذات الجيش هو ذاته المنضبط بنظمة ولوائحة فكم من قرية كانت تُستباح بالجزيرة والجيش على مرمى حجر منها ولكنه لم يتحرك لنجدتها بسبب التراتيبية والأوامر
وما أريد قوله رغم فظاعة المشاهد المأساوية للجرائم التي إرتكبتها هذه (المليشيا) الغاصبة داخل الفاشر الجريحة
فإنها ليست بدعاً مما أُرتكب من مجازر بالخرطوم و ود النورة والهلالية والتكينة وغيرها رغم رمزية الفاشر التاريخية المعروفة
ولكن (برأيي) إن ما زاد من وحشية (الفاشر) هو إنتقام الثعبان في الرمق الأخير قبل مقتله
بعد أن أيقنت (المليشيا) أنها مدحورة مدحورة و الى زوال
وعندئذ فلا تحدثهم عن أخلاق وقواعد القتال !
فيجب أن لا تجُرّنا أحداث الفاشر الى تخوين الجيش والطعن في قيادته كما تسعى بعض الجهات هذه الأيام للترويج لهذه الفِرّية !
سعياً منها لإحداث حالة من الإنهيار النفسي
كما حدث لإحدى طوائف (الفتّة الباردة) أن تُصدِر فتوى بحرمة قتال المسلم للمسلم في هذا التوقيت مُتجاوزة (وإن طائفتنا من المؤمنين إقتتلوا ….) ولا حتى التوقف لتعريف لهذه الفئة الطائفة ؟
فهكذا وصل بهم الخوار و(صك الأسنان) وإضطراب مفاصل الرُكب الى مثل هذه الفتاوى التي تشبههم تماماً
الحرب كر وفر وها هي القوات المسلحة تستلم زمام المبادرة منذ البارحة بعد ما نفذته به من إنسحاب (تكتيكي) أدخل العدو داخل دائرة الحصار في توصيف دقيق لما ذكره القائد العام في قوله ….
*(قادرون على قلب الطاولة)*
وقد حدث ذلك فعلياً
وإن جاز لنا القول ….
فإن ملحمة الفاشر قد أعادت ترتيب الصفوف و أحيت جذوة المقاومة الشعبية فإعلنت بعض الولايات حالة الإستنفار القصوي وأشعلت شُعلة الجهاد في النفوس
وهذا هو النصر الحقيقي (برأيي)
وما إستكمال هيئة العمليات بالامس لإستلام كافة مقارها بالولايات وإنشاء مقار أخرى جديدة وإستدعاء كافة منسوبيها إلا بركة من بركات دماء الفاشر الذكية
أيضاً هذه الأحداث المُؤسفة أحدثت نوعاً من (الزّلزلة) في بعض مواقف الدول التي ظلت تُبقي الباب مُوارباً الى وقت قريب فأعلنت إدانتها الصريحة وإستنكارها لهذه المذابح
الضمير العالمي الحر تحرك ولو متثاقلاً بالأمس بعد ما رأي بنفسه تلك الممارسات البشعة لهذه (المليشيا) المتمردة ! عبر الشاشات
وبرأيي ….
يظل دور الحراك الشعبي والزخم الوطني مُهم في إخراج التظاهرات المُندِّدة بهذه المجازر ولا يجب التقليل من أثرها فالعالم الخارجي يرصد ويتابع و ينقل فالتفاعل الشعبي يظل هو القلب النابض لهذا الشعب ويجب أن يستمر ولو (نامت) حكومة كامل إدريس
لم أر منذ الأمس إلا بياناً واحداً للمؤتمر الوطني يشجب ويستنهض أو لربما هناك بيانات لكيانات اخرى لم أضطلع عليها
فتأخير قيام الإنتخابات لظروف الكل يعلمها لا يعني أن تُجمد الوطنية القومية أمام مثل هذه المواقف الوطنية والمصيرية
ويجب أن لا …..
تُترك الساحة خالية ومهيئة لعواء بعض المأجورين والعملاء ليبثوا سمومهم تحت مظلة لا للحرب أو لا يمكن حسم المعركة عسكرياً و ينادون بالتفاوض
أيها الشرفاء في بلادي أينما كُنتم ثقوا في نصر الله ثم في قواتكم المسلحة والمشتركة والكتائب المساندة والمستنفرين بأن نصر الله آت لا محالة وأن الإصطفاف خلف جيشكم هو (فرض العين) بعينه
نصر من الله وفتح قريب
الأربعاء ٢٩/أكتوبر/٢٠٢٥م