مقالات الظهيرة

صبري محمد علي (العيكورة) يكتب… (بعيداً عن السياسة) أيّام كان جُوز الحمام (تلاتة)

ما كُنتُ أود أن أتناول اليوم شيئاً مما يلي السياسة وقلت دعنا نسترجع بعضاً من ماضي الصبا والطفولة عسى أن تُحيي شيئاً من غفلة جيل اليوم ليكون على الأقل عنصر المقارنة باقياً في النفوس حتى لا يحدُث نوعاً من (إيلاف النعمة) لجيل اليوم

لكن قبل ذلك ….
إستوقفتني مادة نشرها اليوم (الجنجاويدي) الدكتور وليد مادبو عبر صفحته علي (الفيس) على خلفية الحُكم عليه يوم أمس بإحدى المحاكم القطرية في قضية (إشانة سمعة) الشاكي فيها سعادة السفير أميرة قرناص . كان الحكم (رااادعن)
سنة سجن و خمسين ألف ريال غرامة وإبعاد عن قطر

كان منشور مادبو اليوم هو أقرب الى البكائية و(السكلِّي) ينفي فيه صدور الحكم تارةً ثم يطعن في القضاء القطري تارة أخرى ثم يقول حتى لو صدر (ما كلموني)
بالضبط كما تفعل حبوبتي عندما يُؤذن للفجر في رمضان ولم (تلحق) أن تتناول سحورها
فتحدث حالة من الجري بلا كوابح بين الشباك و باب الغرفة لإستجلاء صحة الشروق

على كُل حال (قلت يا ولد)
َصدر ما صدر المهم الناس (دقوا الصفايح)

فإذا بي أجد بُعيد مغرب هذا اليوم نسخة من الحكم في صفحتين متداولة عبر الوسائط !!
(أمممك) خالية من التواقيع
قلت ياولد (المافي شنو)
أرفع السماعة على مصدر موثوق من الدوحة هو أحد طرفي القضية فأكد لي صحة الصدور وعدم تسليمهم الحكم يرجع لأن المحكمة عُقدت نهاية الأسبوع وستكتمل التوقيعات الأحد مع بداية الأسبوع
يعني الحُكم صحيح يا مولانا؟
قال لي ١٠٠٪
يعني (ندُق الصفايح)!
قال ليّ
و على مسؤليتي يا أستاذ

و رغم هذه (النقرشة) ولكنني سأتريث حتى الأحد بإذن الله
وما على السيد مادبو إلا أن يغني و إعتباراَ من الغد
(يا يوم بُكرة ما تسرِّع)

*نعود لموضوعنا*
وإن أسهبت
فالعنوان *(لمّا كان جوز الحمام تلاته)* عبارة تطلق للإشارة للزمن الرخي والحياة البسيطة والباسطة من كل الخيرات وقد قُدِّر لنا شهود بعضاً منه أواخر الستينيات و تمام السبعينات

فعندما تظفر بمنحة (٣) قروش بعد إلحاح و (عباطة) ويتم التصديق لك من خزانة الأسرة مع قائمة طويلة من النصائح الصارمة حتى لا (تقع منك) في الطريق

وذلك لشراء زجاجة (بيبسي) من دُكان ود حاج البشير أو ود الهادي

ولمّا كان البيبسي ترفاً لا يؤتى به إلا للضيوف (ومش أي ضيوف) كمان
فكان يجب أن تُعلن لأقرانك بالفريق عن هذا الحدث الدولي !
يومها …..
يزفونك في (سيرة) حتى الدُكّان وكلٌ ينتظر الظفر (بجغمة) وهذا ما كان يحدث وعندها تكون أنت صاحب (القزازة) الآمر الناهي في تحديد مقدار (الجغمة) بالإمساك بأسفل الزجاجة تنزعها من حنك من يتجاوز العطية ولا أحد له حق الإعتراض

يومها (ياخ) تشعر بأنك بابكر سالم أبوسنون أو الكارس أكابر تجار ود مدني يوم ذاك

وأنتم عائدون من رحلة الدُكّان فأنت فقط من يُوسّع الطريق ويُفسح له في المجالس

يا زول ….!
أمين عام الأمم المتحدة بتاع شنو
الواطة ما بتشيلك اليوم داك

ياسلاااااام ياخ

نلتقي في مقال (لما كان جوز الحمام تلاته) مرة أخرى بإذن الله
*جمعتكم مباركة*

الجمعة ٢١/نوفمبر/٢٠٢٥م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى