سلوى احمد موية تكتب… الغربة سترة حال
كل أرض ولدت فيها باعتبارها جنتك و فردوسك..كل تراب وطأته خطاك الطفولية هو مملكتك..كل ارتحال فطام.. كل حنين للوطن حبل سري بين الفطام والرحم وكل غربة متاهة
فضاء الذاكرة مليء بالصور والأحداث والزكريات والتناقضات منها بكاء وضحك/ حزن وفرح بازقة البيوت وتعرجات الطرق وساحات اللعب والأصدقاء( الميس)و(شليل) من الطفولة إلى الصبا وحتى والشباب تناقضات شكلت شخوصنا رؤانا سلوكنا وعقائدنا مانؤمن به وما نرفضه
وعند الشباب يقف أمام أمنياتنا وطموحاتنا (المال) عصب الحياة وتبدأ رحلة البحث عنه ومعاناة الغربة وحرقة الفراق وغصة القلب يفارق الإنسان وطنه لتحسين وضعه الاقتصادي او لتحصيل اكاديمي وتوفير فرص ومجالات افضل على أمل الرجوع بالعائد المادي والتحصيل العلمي ذلك هو الوصع الطبيعي.
في منتصف أبريل من العام ٢٠٢٣ م جثمت الحرب على أرض السودان فانقلب الحال رأسآ على عقب دخلت المليشيا المدن المأهولة بالسكان فقتلت المواطن واغتصبت النساء وشردت الاطفال وذلت الشيوخ ولم تترك خيار لمن هم أحياء غير الهجرة القسرية بسبب الحرب الوجودية التي فرضت عليهم. فبدأت هجرة الآلاف من المواطنين هروبآ من الذل والاضطهاد والقتل والاغتصاب بحثآ عن الأمن والامان اختاروا هجران الوطن واللجوء وهم مجبرين دون تخطيط او جواز سفر
رغم ان سيادة الدولة تحترم شعوبها و تعمل جاهدة لان توفر لهم الامن والأمان، وفرص العيش الكريم على ارض الوطن، فتحقق لهم الحرية والمساواة، وتمكنهم من تحقيق ذواتهم، وتنمي في دواخلهم الشعور بالفخر والولاء لانهم أبناء السودان وان فكروا بالغربة فمن اجل التعلم او التنزه والتعرف على الثقافات والحضارات الإنسانية المختلفة. وهذه الغربة تكون مؤقتة وعودتهم الى ديارهم سريعة، لآن ما يجدونه في أرضهم الواعدة لايتوفر في دول أخرى فالضمانات الاجتماعية المختلفة متوفرة.
وفرص التعلم والعمل موجودة، والامن والحرية والمساواة تسود البلاد وبذلك تصبح الغربة نوعية ومحدودة، يتعلّم المغترب الاعتماد على النفس وتحمّل المسؤولية، وتزداد حصيلته المعرفية وثقافته بسبب تفاعل الثقافات وتبادل المعارف، مما يخفف عنه ألم الغربة ولوعة الاشواق والحزن، والوحدة ،والحسرة، بسبب ما يملكه من شعور وطني خالص وحبه الكبير وولاءه وانتمائه للوطن. وحتمآ نعود كما نود أقوى وأجمل