سلوى أحمد موية تكتب… شجرة السدر(النبق)
السدر شجرة مباركة من أشجار الجنة ذكرت أربعة مرات في القرآن الكريم وهي أول شجرة اكل منها آدم عليه السلام وقد وصفها الرسول صل الله عليه وسلم قائلآ (لما رفعت الي سدرة المنتهى في السماء السابعة نبقها مثل غلال هجر وورقها مثل آذان الفيلة يخرج من ساقها نهران ظاهران ونهران باطنان.
قلت يا جبريل ماهذا فقال اما الباطنان ففي الجنة واما الظهران فالنيل والفرات) فهي شجرة كثيفة متساقطة الأوراق ومنتشرة ذات جذع متفرع لأفرع متعرجة لون الجذع بني فاتح يصل ارتفاعها من 2 إلى 4 أمتار تقريباً.
أوراقها بيضاوية الشكل صغيرة ولها قشيرة سميكة. تكون متقابلةً على الساق وطول النصل ثلاثة سنتيمترات ولها شوكتان إحداهما مستقيمة والأخرى حادة منحنية تتكون الأزهار في إبط الأوراق بعدد يتراوح بين ١٠ و١٥ زهرة والأزهار صغيرة بيضاء مخضرة اللون والثمار كرزية غضة لذيذة الطعم
أشجار السدر جزورها عميقة تتحمل الظروف البيئية القاسية إلا أنها تحتاج لشتاء دافئ حيث لا تتحمل درجات الحرارة المنخفضة وبصفة عامة تنمو أشجار السدر في المناطق الحارة والمعتدلة في جميع أنواع الأراضي بشرط عدم ارتفاع منسوب الماء الأرضي وتنجح زراعته في الأراضي الرملية مما يشير إلى قدرتها على تحمل الجفاف.
موطن شجرة السدر هو جزيرة العرب وبلاد الشام وعموماً تنتشر زراعته في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية وقد عرف الإنسان شجرة السدر منذ آلاف السنين.
ينتمي السدر إلى الفصيلة النبقية والتي تضم حوالي ٥٨ جنسآ منها ثلاثة أجناس رئيسية أهمها جنس الزفيزف الذي يضم السدر والعناب وتضم الفصيلة حوالي٦٠٠ نوع ما بين أشجار وشجيرات ومتسلقات تنتشر في جميع مناطق العالم المختلفة
للسدر فوائد عديدة
فثمار السدر تؤكل لأنها حلوة المذاق ولها قيمة غذائية عالية كما أن لها استخدامات في الطب الشعبي فهي مفيدة في حالات أمراض الصدر وضيق التنفس وهي مسهلة وتعمل على تنقية الدم وقد أشار الأطباء إلى فائدة ثمار النبق للمرأة الحامل لما تحتويه من عناصر غذائية ضرورية من سكريات وغيرها. أكد علماء التغذية أن مسحوق ثمار النبق يماثل الحبوب في القيمة الغذائية.
فأطلقوا عليها اسم الحبوب غير الحقيقية. و ثمار السدر تجفف وتسحن في مطاحن خاصة لفصل الطبقة الخارجية المأكولة الحلوة من البذور ثم تصنع من البدرة حلوة لذيذة في شكل مكعبات أما بالنسبة لأوراق السدر فهي تستخدم لعلاج الجرب والبثور ومنقوع الأوراق مفيد في علاج آلام المفاصل والتهاب الفم واللثة ومنقوع الأوراق يغسل به الموتى.
أما أزهار شجرة السدر فهي مرعي لنحل العسل يتغذى علي رحيقها وينتج منها عسلاً جيداً ذا قيمة غذائية عالية يسمى (عسل السدر) او( العسل الأبيض) وهو من أغلى أنواع العسل البري المطلوبة. كما يستخدم مغلي لحاء شجرة السدر كمسكن لآلام الأسنان وملطف للحرارة ومقوي عام.
تتكاثر بالبذور بعد نقعها أو عن طريق العُقل والتطعيم للحصول على أصناف جيدة ومرغوبة.
وتكثر زراعة أشجار السدر للزينة والظل في الحدائق والشوارع. كما تزرع كمصدات للرياح وحماية للتربة من الانجراف ومحاربة الجفاف والتصحر وخشبها جيد قوى متعدد الاستخدامات.
يستخدم ورق السدر المطحون مع الماء لتنقية البشرة والجلد وطرد البلغم تستعمل أوراق السدر في تنظيف فروة الرأس وتعقيمها وتجعل الشعر أكثر نعومة وتكسبه لونا زاهيآ وبهيجًا وقد أثبتت التجارب أن خلاصة ورق السدر تعالج فطريات الرأس ويحتوي ورق السدر على مادة دبغية وملونة تستعمل في دبغ الجلود وتلوين الملابس قديمآ.
يستخدم منقوع اللحاء الخارجي لأشجار السدر لعلاج اوجاع البطن وعلى أنه محفز ومنشط لانقباضات الأمعاء والقولون ويحظر استخدامه على المرأة الحامل لأنه قد يحفز انقباضات الرحم ويتسبب بفقد الجنين. وتبقى شجرة السدر ذات قيمة غذائية وبيئية وروحي عالية.



