د. محمد تبيدي يكتب… من قلب أم درمان إلى العالم… قصة فوز لا يشبه إلا السودان

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾
صدق الله العظيم
وعلى حد قولي:
يا فجرُ إن ضاقَ الزمانُ بأهله
فالسودانُ يمضي شامخاً لا ينحني
يجلو العجاجَ بطبهِ ورجاله
ويخطّ درباً بالكرامةِ مُعلَنِ
كأن يد القدر أرادت أن تقول للعالم إن السودان، رغم الجراح، ما زال يولد فيه نور يشق الظلمة. مليون دولار لم تكن جائزة فقط، بل شاهد ناطق على أن الدكتور جمال الطيب مدير مستشفى النو، حمل قلب وطن كامل بين يديه، فاستحق جائزة أورورا الإنسانية لعام 2025 من بين أكثر من 900 منافس عالمي.
وهذا الفوز ليس حدثاً عابراً، بل حجر يطرق نافذة العالم مذكراً بأن السودان لا ينكسر، وأن جذوة الخير التي تشتعل في صدور أبنائه أقوى من الحرب، وأصدق من الدخان. لقد صارت مستشفى النو رمزاً لإرادة تعبر النهر نحو الضفة الأخرى مهما علا الموج، وصارت شاهداً على قدرة السودانيين على صناعة الأمل من ركام الأيام.
فالتحية للطبيب البطل، والتحية لجنود الليل من العاملين والمتطوعين في المستشفى، الذين صانوا حياة الناس حين غابت الكثير من الأبواب. هنالك، حيث تختلط رائحة المعقمات بصوت الدعاء، وحيث تُخاط الحياة بخيط الصبر، يكتب السودان صفحة جديدة من كبريائه.
وأنا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة



