مقالات الظهيرة

د. محمد تبيدي يكتب…  الجزيرةُ… أولُ من أعلنَ الاستنفارَ وأولُ من يكتبُ فجرَ النصر

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ

صدق الله العظيم

 

وعلى حد قولي:

إذا نادى الوطنُ قمنا صفوفاً كالجبالْ،

نحمي الحِمى، ونفدي الترابَ بالأبطالْ،

في الجزيرةِ نارُ العزِّ لا تنطفي ولا تُوالْ،

هي السَّبَّاقةُ دومًا في الندى والنِّضالْ.

 

ها هي ولاية الجزيرة تثبتُ مرّةً أخرى أنّها ليستْ فقط سُلّة غذاءِ السودان، بل سُلّةُ فخرِه وصموده، وأوّلُ من رفعَ رايةَ الاستنفار العام، مُعلنةً أن لا مجالَ للحيادِ في معركةِ الوطن. فبينَ النيلين، في قلبِ الأرضِ التي تُنبتُ الخيرَ وتُخرِجُ المجاهدين، تعلنُ الجزيرةُ بصوتٍ جهيرٍ أنَّ زمنَ الركونِ ولى، وأنَّ زمنَ النهوضِ قد بدأ.

 

إنَّ إعلانَ حكومةِ الجزيرةِ ولجنةِ أمنِها عن التعبئةِ العامةِ وفتحِ معسكراتِ التدريبِ النوعيِّ، لم يكن قراراً إدارياً فحسب، بل كان بيانَ عزةٍ وإرادةٍ، وخارطةَ طريقٍ نحوَ تحريرِ الوطنِ من دنسِ المتمردينَ وأعداءِ السلامِ والكرامةِ. فالتاريخُ يشهدُ أنَّ الجزيرةَ لم تكن يومًا في المؤخرةِ، بل كانتْ دائمًا في الطليعةِ: في الزراعةِ، في التعليمِ، في المقاومةِ، وفي نصرةِ الوطنِ ساعةَ الشدةِ.

 

والي الجزيرةِ، الأستاذُ الطاهر إبراهيم الخير، يقودُ اليومَ مرحلةً جديدةً من العزمِ الوطنيِّ، إذ أعادَ للولايةِ دورَها الرياديَّ في حمايةِ الدولةِ من الداخلِ، عبرَ دعمِ القواتِ المسلحةِ والمقاومةِ الشعبيةِ والمستنفرينَ. خطابهُ لم يكن شعاراتٍ، بل كانَ توجيهاً عملياً إلى تحويلِ المواردِ إلى طاقةٍ دفاعيةٍ تُعيدُ للوطنِ أمنَهُ وهيبتَهُ.

 

إنَّ أهلَ الجزيرةِ الذين ربّتهم سنابلُ القمحِ ومياهُ النيلِ، لا يعرفونَ التخاذلَ، فهم أبناءُ رجالٍ حملوا المعاولَ بالأمسِ ليزرعوا، واليومَ يحملونَ البنادقَ ليحموا. ومن هذه الأرضِ الطيبةِ، سينطلقُ النصرُ بإذنِ الله من مدني إلى بارا، ومن المناقل إلى الفاشر، حتى تعودَ كلُّ بقاعِ السودانِ حرةً عزيزةً تحتَ رايةِ الجيشِ الوطنيِّ والشعبِ المقاومِ.

 

وليس غريباً أن تكون الجزيرةُ أولَ من أعلنَ الاستنفارَ، فهي التي عرفت معنى الصبرِ والإنتاجِ، وفهمتْ أنَّ المعركةَ ليست بالسلاحِ وحدَه، بل بالوعيِ والإرادةِ ووحدةِ الصفِّ. واليوم، وهي تفتحُ معسكراتِ التدريبِ وتُعلنُ التعبئةَ، إنما تُرسلُ رسالةً لكلِّ السودان: أنَّ النصرَ يبدأُ من الولايةِ التي لا تعرفُ الهزيمةَ.

 

سلامٌ على الجزيرةِ، وهي تُجسِّدُ وحدةَ الشعبِ والجيشِ، وسلامٌ على واليها الطاهرِ الخيرِ، الذي قادَها بثباتٍ وبصيرةٍ نحوَ معركةِ التحريرِ والبقاءِ، وسلامٌ على أبنائها الذين أقسموا أنْ لا يناموا قبلَ أنْ يُشرقَ فجرُ السودانِ من جديد.

 

وأنا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى