مقالات الظهيرة

د. اميرة العامري تكتب … الإعلام الولائي الواقع الإشكاليات!!

ما بين تخطي المفهوم ومعضلة ضعف توظيف الموارد والإمكانات والقدرات.

التوهان في تحقيق الأهداف المُنزَّلة رغم تمتعه بميزة ازدواجية الانتماء.

البُعد عن الاستغلال الأمثل لوسائل تحقيق الأهداف برغم وفرتها.

بطء تنزيل السياسات وعدم إيلاء التخطيط حظه من الاهتمام، استصحاب الاهتمام المفرط على الإدارات الإيرادية خصماً على المتبقي.

تعاظم إشكاليات قزمت مستويات الأداء.

مفهوم الإعلام الولائي:

اصطلاحاً:
يعني جهداً مبذول من الجهاز الحكومي داخل نطاق إداري وجغرافي، وممارساً من خلال قنوات ووسائل ووسائط، متخذاً ما يتناسب مع المنطقة وسكانها ، وفي الواقع السوداني يعبر عن حقيقة ذات جذور مرتبطة بتطور النظم السياسية
والإدارية منذ إعلان الحكم الإقليمي.

لغوياً:
يعني نمط خدمة إعلامية متكاملة تقوم بها مراكز ووسائل ووسائط إعلام ولائية، طبقاً لمهام محققة للأهداف ووظائف الإعلام إقليمياً وقومياً، وقد مر بمراحل تطور محلياً وإقليمياً وعالمياً، وأشير هنا لنماذج عالمية مثل التجربة الرائدة ل BBC في خدمة الإذاعة الإقليمية، وإقليمياً ريادة مصر في هذا الصدد، ومحلياً تجارب
الإعلام الإقليمي في السودان.

وبواقع الأهداف التي تم تنزيلها، وقد أتت واضحة وشاملة لكثير من الاحتياجات والمطلوبات، نزلت مقرونة بسبل ووسائل تحقيقها، إلا أن بطء تنزيل السياسات وفقاً لما تقتضيه المراحل، وعدم إيلاء التخطيط حظه من الاهتمام الرسمي، وما يحتاجه من متغيرات استصحاباً لأهمية الأحداث، والافتقاد لحسن توظيف العامل الزمني في النفاذ، مثّل عائقًا أثقل كاهل الانطلاق. وكان تنامي ظاهرة سيطرة الناشطين على مفاصل الخطط دونما الرجوع للجهات المختصة، آثارها الخطيرة في إنهاك العطاء، فقزم كثيراً بنية الاتصال، وطفى الجانب الاحتفالي على عصب الفعل.

كما كان لسوء وتردي البيئة المهنية الصحية والخدمية العامل الحاسم في تردي
الأداء ومآلات المطلوبات، وجاءت الطامة الكبرى بحرب الأوباش التي اجتهدت وتعمدت الإتلاف والسرقة والتدمير، لتقضي بعناية يُحسد عليها قاطفة ثمار مجهود أُنجز بامتياز. والضرورة هنا تستلزم ما تعرض له مركز دراسات وبحوث الرأي العام، دُبِّر له بعناية ومعرفة تامة بأهمية ما حوته الدراسات من معلومات وجهد علمي تم برصد وإحصاء دقيق عبر المسح والقياس.

ونموذجاً وعملياً أختتم وأعضد بإفادة هامة لخبير وإداري مختص بإدارة شؤون العاملين بمركز ولائي إعلامي يصلح للتطبيق ويشكل القائمين بالاتصال به الغالبية المطلقة، إذ يرجع الأستاذ أبوذر بشير لسوء وتردي البيئة المهنية الصحية والخدمية.

ووصفها بالمخيفة على حد قوله، إضافة لتأثيرات الحرب على العامل، ومن واقع طلب الإجازات المتنوعة والمتعددة، إلى جانب بطء تنزيل مالية التسيير وغياب وانعدام التحفيز، جميع ذلك ألقى بظلال أقعدت وأضعفت مسيرة العطاء، مشدداً على ضرورة التواجد ومضاعفة الجهود نهوضاً بمستويات الأداء وتلبية لاحتياجات الوطن في مرحلة حساسة من تاريخه الزاخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى