د. أحمد عيسى محمود عيساوي يكتب… راكوبة الخريف
تضرب السودان المثل القائل: (ما تشكر لي الراكوبة في الخريف) للإنسان الفاشل العاجز. وهذا المثل نجده في كتاب الله (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ).
بعاليه يقودنا لراكوبة فولكر الحمدوكية التي شيدها في السودان.
كل قادتها (كَلٌّ) عليه. منذ نجاح ثورته وحتى يومنا هذا لم يأتوا له بخير. آخر (أمر تعجيزي) أقدم عليه أن طلب من بعضهم تشكيل حكومة. بالفعل بنوا راكوبتهم في كينيا من حطب (مسوس) إن لم يكن من شجر (العُشر).
أمطار الشارع السوداني ورياح دول إقليمية وأخيرًا سيول المجتمع الدولي هددت وجودها.
أي: عدم الاعتراف بها والتعامل معها. الغريب في الأمر نجد الممول (شيطان العرب)، والمهندس (فولكر) يعتبرونها كالخليلة منبوذة بالنهار مقربة بالليل. آخر أخبار تلك الراكوبة كما يقول المثل: (بي شناتا قامت ليها سِن في لهاتا)، نقلتها مواقع كثيرة بأن رئيس الوزراء التعايشي والوزير علاء الدين نُقد هددا بالإستقالة نتيجة لخلاف مع عبد الرحيم طاحونة. الجميع وعد شعب الراكوبة باستكمالها في العام الجديد.
الآن كل مجموعة أتت بقائمة لتقديمها للمجلس الرئاسى من أجل الاعتماد. طاحونة يرى أن الأولوية للميدان، وليس لأشباه الرجال.
التعايشي يرى بأن أصحاب الشهادات هم الأولى. وخلاصة الأمر نؤكد كما قلنا من قبل بأن راكوبة تأسيس غير قابلة للصمود أمام صروف الدهر. وها هم قادتها (يخربون بيوتهم بأيديهم) قبل أن تصل إليها أيدي الذين آمنوا (الجيش والقوات المساندة له).
الخميس ٢٠٢٥/١٢/٢٥



