مقالات الظهيرة

تعالوا نتنادي من اجل سلامة وترسيخ قيم الوطنية… الحلقة التاسعة

الظهيرة- عبدالله حسن محمد سعيد:

جاءت زيارة السيد رئيس مجلس السيادة للقضارف والجزيرة متزامنة مع قرارالامم المتحدة بعدم التمديد لبعثة الامم المتحدة في السودان المعروفة باليونيتامس.

وذلك لانتفاء الهدف من وجودها في السودان اضافة لطلب السودان المسبق بخصوص البعثة ورئيسها فولكر .

وللقرار مدلولات هامة جدا تتعلق بقضية تمرد الدعم السريع وحرب الكرامة التي يخوضها الجيش السوداني لانهاء هذا التمرد ووضع حد لانتهاكات الدعم السريع التي يمارسها جنوده.

ومن استقطب من مرتزقة المهرية من دول غرب افريقيا وعرب الشتات الذين ضاقت عليهم دولهم واصبحوا يهيمون بحثا عن وطن بديل.

والقرار في جملته يضع الكرة امام حكومة السودان لمعالجة الامر داخليا بحسم التمرد وايقاف الحرب بما يعزز سيادة البلاد دون تدخل من اجهزة الامم المتحدة ومجلس الامن التي فصلت بين التدخل الاممي في القضية المحورية.

وبين قرار نقل حلول الازمة داخليا والحوار بين القوي السياسية والمجتمعية والاهلية والاقرار بأن هذه هي قناعات الامم المتحدة وقرارها بعد تصنيف الدعم السريع كمليشيا ومنظمة ارهابية.

والقرار بهذا ينهي دور الامم المتحدة وعلاقتها بالتدخل في الشأن السوداني وبذلك يكون تعامل الدول الاوربية وامريكا مع السودان كدول وليس كمنظومة.

والقرار هزيمة لمشروع حمدوك بالتدخل الاممي بالفصل السادس بغية حماية نظامه وحكومته وديمقراطيته المزعومة وامله بالعودة رئيس للوزراء بعد خيبات السنين حكمه العجاف وحكم اربعة طويلة وبذلك ايضا ينهي اي علاقة له مع البعثة الاممية ..

وجاء القرار الثاني من السعودية وامريكا بتعليق مفاوضات جدة ونص القرار ( قررت الوساطة السعودية الامريكية في منبر جدة الذي يستضيف مفاوضات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تعليق الجولة الي اجل غير مسمي.

 

علي ان يغادر الوفدان لاجراء مشاورات مع القيادة بعد اخفاق الاطراف في تنفيذ اجراءات بناء الثقة وانهاء الوجود العسكري في المدن الرئيسية).

وهنا نتساءل عن من الذي اخفق في بناء الثقة ؟ونعلم ان شروط القوات المسلحة لبناء الثقة والاستمرار في المحادثات مع القوة المتمردة هي خروج المليشيات من منازل المواطنين ومقار الحكومة والمستشفيات والمدارس والجامعات وغيرها .

 

والقبول بالخروج الامن لمناطق محددة تحت رتاية الامم المتحدة .. ووقف اطلاق النار بعد ذلك لدخول المساعدات الانسانية واخلاء الجرحي ودفن الموتي.

وهي ما تمخض عنه جلسات المفاوضات الاولي في منبر جده رفض مفاوضوا الدعم السريع هذه الشروط واصروا علي الاستمرار في وجودهم في تلك المنازل والمستشفيات استخدمت كدروع بشرية واشترط بعض افراد قحت ايقاف الطيران كشرط لخروجهم من المنازل .

وايضا الاشارة الواضحة لانهاء الوجود العسكري في المدن الرئيسية وهو ايضا ما رفضته قوات الدعم السريع بل واستمرت في الهجوم علي المدن واشعال نيران الحرب في مدن دارفور واحتلالها كمناطق محررة كما يقولون ..

واسمر تخريبهم للمؤسسات المدنية المختلفة في العاصمة والاقاليم وتدمير الوثائق والمستندات الخاصة بالهوية والاراضي وغيرها من موجودات المكاتب والمتاحف والمستشفيات والجامعات .

وكل المقار الحكومية طالها التخريب فهل تكون هنالك ثقة وهل يمكن للجيش السوداني ان يتخلا للمتمردين عن المدن يعوثون فيها تخريبا وفسادا .

القرار انهاء لاي دور يمكن ان تقوم به وساطة دول الايقاد او غيرها لانتفاء الثقة في الدعم السريع وفي ممثلي قحت الذين يتسولون الحلول من خارك البلاد ومن العجب ان يبحثوا عنها عند دول ضالعة في الصراع ولها بصمة سيئة فيه .

ففشل محادثات جده يرسل نفس الرسالة الاممية بأن الحل يكون عبر حوار داخلي بين مكونات الشعب السوداني والذي قال قولا فصلا بوقوفه مع القوات المسلحة واستنفر شبابه لقتال المتمردين والمرتزقة والعملاء .

وايضا جاءت زيارة رئيس مجلس السيادة الي القضارف والجزيرة ليرسل عدة رسائل يضع فيها النقاط علي الحروف ويبين استراتيجية الحكومة والقوات المسلحة في التعامل الحازم مع هذه القضية.

والجولة جاءت في وقت انتظمت فيه الجولات المكوكية الي دول الجوار الافريقي والعربي ودول صديقة تؤثر علي مجمل الاوضاع السياسية في المنطقة وقد اسلفنا الحديث عن الاهداف والمرامي لتلك الزيارات التي حققت المطلوبات كلها.

قال البرهان في القضارف ( ان الجيش سوف يستمر في قتال مليشيا الدعم السريع حتي القضاء عليه ) وهنا نقول بانه قول فصل وما هو بالهزل فقد اسنفذ القول كل خطيب.

وكان القول حاسما لكل امر فيه غبش وكل القوات في جميع مظان تواجدها قد اكدت جاهزيتها لاداء الواجب ومعهم الاف المستنفرين الذين امنوا بقضية بلادهم وواجبهم الوطني دفاعا عن اعراض انتهكت وارض استبيحت واموال نهبت وارواح زهقت .

وكان قوله الفصل في الجزيرة تبيانا للموقف ورسالة يرسلها لكل العملاء واذنابهم ومن شايعهم ومن دول واحزاب الخراب .

قال ( ذهبنا للتفاوض بقلب مفتوح لاجل التوصل لسلام عادل وشامل ودائم ونقول لمن يتسولون في عواصم العالم ويدعون جلب الحلول بأن الحل في الداخل وعليهم التفاوض مع الشعب السوداني الذي سيلفظ التمرد وكل من يتعاون معه ).

وهذا النص في حديث رئيس مجلس السيادة يتماشي مع ما اعلنته الوساطة السعودية الامريكية.

وما اشار اليه قرار الامم المتحدة بالحوار الداخلي والسودان مؤهل لحل مشاكلة وعلاج ازماته وقال ايضا ( اي مفاوضات سلام لا تلبي رغبة الشعب لن تكون مقبولة ولا حلول ستفرض علينا من الخارج ) .

وهو قول فصل ارسل به عدة رسائل لكل من اراد التدخل في هذا الشان بان الحوار والحل سوداني وفق حوار داخلي بين القيادة والاطراف الاخري وبعد تنفيذ شروط اعادة الثقة .

وهي رسالة واضحة لحمدوك ومجموعة الخبراء المسمي بتحالق القوي المدنية (تقدم ) بان اي محاولات للضغط علي الحكومة وفرض الحلول الاجنبية لن تكون مقبولة من القوات المسلحة التي اوضحت اهدافها.

ولن توافق عليها الحكومة ولن يوافق عليها الشعب واي مشروع للسلام يجب ان يكون من الداخل وبتراضي الجميع وهنا ايضا اشارات واضحة بان الشعب السوداني بكل منظوماته المدنية والعسكرية والاهلية مؤهل وقادر علي ايجاد حلول لازمته ولكن بالشروط التي حددها .

ان خطابات رئيس مجلس السيادة في القضارف ومدني تضع خارطة الطريق الي الحل النهائي لانهاء الحرب ويؤكد علي ان الجيش قد اعد عدته واتخذ قراره بحسم التمرد ووجود المليشيات في الخرطوم ودارفور وبقية مناطق وجوده .

وقرر رفض اي نوع من الضغوط الخارجية للقبول بالتفاوض وفرض الحلول وان الشعب السوداني ومن ورائه قواته المسلحة واجهزته الامنية لن تقبل باي وصاية او هيمنة او املاء او فرض لحل خارجي.

و اقر بنقل حلول الازمة بالداخل بواسطة حوار مجتمعي شامل تقوم به القيادة بمشاركة كل الفعاليات السياسية والمجتمعية والاهلية .

نسأل الله التوفيق في ايجاد مدخل لحوار تنتظم في الجهود من اجل السودان وامنه واستقراره وتنميته ولك الله يا وطني ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى