مقالات الظهيرة

تعالوا نتنادي من اجل سلامة وترسيخ قيم الوطنية… الحلقة السابعة

الظهيرة- عبدالله حسن محمد سعيد:

الاحزاب السياسية …… تحدثنا قبلا عن المجتمع المدني وتنظيماته المجتمعية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاهلية والقبلية وغيرها من المنظومات التي يتجمع فيها الافراد ليكونوا مجموعة تحقق اهدافهم.

وتراعي مطلوباتهم وتقوم علي تحقيق امانيهم وتطلعاتهم وتضغط علي الجهات ذات الشأن في الدولة لتحقيق مكاسب جماعية وفردية.

وتملأ الفراغ بين المجتمع وبين الدولة وتسعي من اجل تطور حياتهم وبسط الامن والامان بين ربوعهم والاهتمام بتطور المجتمع تطورا يؤدي الي الاستقرار وتفجير الطاقات للبناء الذي يواكب حركة المجتمع ونموه.

ان تنظيم الحياة السياسية في البلاد يستوجب ايجاد تنظيمات سياسية شعبية وطنية تؤدي رسالة الحكم بمنهج ديمقراطي يعلي من قيم الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة.

والمشاركة المنضبطة بالمؤسسات الناشئة وفق هياكل تنظيمية وادارية ودستور حاكم ولوائح منظمة ويعمل وفق فكر ومنهج وطني يحفز علي الاستقرار والعمل علي تحقيق الاهداف .

ولكي يصبح الحكم راشدا يحكمه دستور حاكم ولوائح منظمة تنظم الممارسة بواسطة مجموعة ملتزمة فكرا ومنهجا وقادرة علي العطاء وحسم جدلية الوجود المنهجي.

وحتي يظل العمل منضبطا لابد من ترسيخ قيم الديمقراطية المستدامة ومناهجها المميزة وبسط التعايش السلمي في المجتمع والتداول السلمي للسلطة.

وفق الانتخابات ولابد من العمل تحت منظومة سياسية ذات منهج يرتبط بحياة الناس وموروثاتهم الوطنية ويلج من ابواب الحكم العريضة ليقوموا بالاستفادة من فكرهم وخبراتهم المتراكمة ومؤهلهم العلمي الذي يقيد الكل بنصوص حاكمة تتمثل في دستور البلاد الذي ينظم الحياة ويقلل مساحات الاختلاف ويقرر في كيف نحكم ويضع منهج العمل واسس الاستقرار .

ان الاحزاب السياسية هي الاوعية والادوات التي تستخدم في تنظيم الحياة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالجماعات والافراد .

ان اي عمل مهما كان صغيرا لابد له من نخبة منتخبة تحمل رؤية ادارة هذا العمل وتنظم سبل العمل وخطة نجاحاته .

تعريف الاحزاب السياسية :

هي تنظيمات قانونية من تنظيمات المجتمع المدني يسندها الدستور تسعي للوصول للسلطة الحاكمة في النظام الديمقراطي عبر الانتخابات وتمارس الحكم وفق البرنامج الحزبي السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

والحزب السياسي هو تنظيم ديمقراطي يمارس العملية الديمقراطية داخل الحزب بانتخاب اعضائه لتتولي المناصب القيادية في الحزب ( الهيكل التنظيمي والاداري للحزب) .

ووضع الرؤي والاهداف الاستراتيجية وخارج الحزب بالمشاركة في الانتخابات العامة بمستوياتها المختلفة سواء بالمحليات او الولايات او البرلمانية او الرئاسية .

ويربط الحزب السياسي بين مجموعة من المواطنين الذين يتبنون رؤية سياسية واحدة هي رؤية الحزب يبين نظام الحكم القائم وادوات الدولة المختلفة في الحكم .

دور الاحزاب السياسية :

بما ان الحزب السياسي يعمل في الاساس كوسيط بين افراد الشعب ونظام الحكم في الانظمة الديمقراطية بأنواعها فان الاحزاب المختلفة يكون لها ادوار رئيسية ومهمة في ذلك الشكل من اشكال الحكم اهمها صياغة احتياجات ومشاكل المواطنين.

وطرح المقترحات لحلها وتقديمها الي الجهات الحكومية المختلفة بصورة قانونية ومؤسسية وتنظم نشاطات نوعية وتثقيفية للناخبين حول النظام السياسي والانتخابات والدعاية ومنهج الحزب ورؤيته لتقدم الدولة.

 

كما انها تشكل مجموعة ضغط علي الحكومة لتلبة مطالب الشعب في القطاعات المختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية وخدمية وكذلك تعمل الاحزاب علي نشر الدعاية بين المواطنين لافدارها ومناهجها وبرامجها وترشيح ممثليها في الانتخابات .

شروط نشاة الاحزاب السياسية :

من اهم شروط نشأة الاحزاب السياسية في النظام السياسي بان تكفل دساتيره حرية اقامة الاحزاب السياسية وتوفير المناخ المناسب للعمل الحزبي حتي تمارس نشاطها ودورها علي ارض الواقع.

وتحقيق الشكل الديمقراطي التمثيلي الراشد بتوفير حرية التنظيم والتجمع وابداء الرأي بالاشكال السلمية وعبر الوسائط القانونية.

وضمان مبدأ التعددية الحزبية الذي يعني امكانية اقامة اكثر من حزب بتوجهات فكرية مختلفة وفقا للقانون المنظم لادائها والدستور الحاكم لممارستها مع ضرورة وحتمية انتفاء تمييز الدولة لحزب وعدم تدخلها لصالح احد الاحزاب دون الاخر .

ويمكن ان نقول بان الاحزاب السياسية هي اوعية ثقافية او مدارس ثقافية منظمة لها هوية ثقافية معلومة ولها ما يميزها فكريا ومنهجيا وتنظيميا وتاريخيا وينظم ممارستها مجموعة من القيم والمبادئ والقوانين المنظمة للممارسة ويضبط الاداء فيها دستور حاكم .

ولها قيم تميزها وتتمسك بها للتعامل مع معطيات المجتمع المدني الديمقراطي ويقينيات لا تتعداها لما يشكل ازمة مجتمعية بأي شكل من اشكال الازمات وايضا لها منهج يتمثل في اداء دورها الوطني.

ولها التزام مجتمعي وفقا لتعاقد تحرص عليه ولها مشروعات ثقافية تتبناها والتزام دستوري واخلاقي بما يدفع دفعا ايجابيا لخدمة المجتمع بسلطته التعاقدية التي حددها المنهج المطروح .

وهي تقوم بدورها علي مستوي الفرد والجماعة في المجتمع بما يحقق اهدافها ومراميها واستراتيجيتها الساعية للتطور الايجابي والتمدد في المجتمع .

ولها علاقاتها المشتركة والمتجانسة مع المجتمع الديمقراطي الذي يمتاز بالتعدد الفكري والثقافي والمنهجي وتسعي لخلق نوع من التعايش السلمي بين القطاعات المختلفة وفقا لمفهوم المشاركة الايجابية في خدمة المجتمع.

حرصا علي الثوابت الوطنية وممسكات الوحدة الوطنية وتتخذ الوسائل الديمقراطية والمؤسسية كمجموعة ضغط وطنية لتحقيق التوازن المجتمعي والسلام الاجتماعي والتطور وتحقيق المطلوبات المجتمعية المختلفة .

ان المجتمع المدني بدون احزاب سياسية منظمة وفق القانون سيكون مجتمعا فوضويا وقهريا لا يؤمن بالرأي والرأي الاخر ويصبح مجتمعا متخلفا منقسما يتحلل الي عوامله الاولية قبلية وجهوية يسود فيها خطاب الكراهية ويخلف ذلك انسدادا في الافق السياسي والاجتماعي..

ونحن هنا ننادي بترشيد التجربة الديمقراطية وتنقيح المناهج بحيث تصبح وطنية في ملامحها وجوهرها جاذبة لاسس التعايش السلمي والتراضي الوطني في وطن يسع الجميع بكل مكوناته الثقافية والعرقية والقبلية والدينية .

ولابد من سيادة مبادئ الديمقراطية التنظيمية داخل الاحزاب بحيث تكون المؤسسة هي الحاكمة في الحزب في كل مفاصله التنظيمية مع وطنية الفكر والمنهج والاهداف والممارسة ..

هدي الله الجميع الي الخير للمجتمع وصناعة دولة تقوم علي المواطنة الحقة وفق دستور الحق والواجب والممارسة السياسية الراشدة ..وتنتهج مبادئ الحرية والديمقراطية والمؤسسية ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى