مقالات الظهيرة

بعثة تقصي الحقائق الدولية والاستعمار الجديد!!

الظهيرة – عبد الله حسن محمد سعيد :

ان موقف حزب الامة القومي الذي اصدره رئيس الحزب برمة ناصر المؤيد لتقرير بعثة تقصي الحقائق الدولية موقفا مخزيا ويجلب العار للحزب صاحب المواقف المترددة والمتناقضة التي تعبر عن حزب منحاز لقوي تقدم بلا وعي بما سيصيب البلاد جراء مثل هذه المواقف المزرية التي تعبر عن ضحالة في التفكير وتفكك في القيادة وفقدان للبوصلة .

ويؤكد ان حزب الامة قد وضع حاجزا بينه وبين الشعب السوداني لمواقفه التي عادي بها الشعب السوداني ونهي تاريخ كحزب وطني يعول عليه في مستقبل البلاد ..

وعار علي كل القوي السياسية التي تؤيد الاستعمار الجديد للبلاد وتقف مع تلك القرارات التي تمس سيادة البلاد وتمثل اول خطوات التقسيم الفعلي للسودان . والتقرير سيعرض في جلسة مجلس حقوق الانسان رقم ٥٧ تحت البند الثاني القاضي بنشر قوة دولية مستقلة ومحايدة  في السودان لحماية المدنيين .

و مجموعة من القرارات الاخري ذات البعد الاستعماري للهيمنة علي البلاد والتي تؤكد ان السعي وراء الوقوف مع مليشيا الدعم السريع هو الهدف الاساسي الذي ترمي له القوي الدولية المنحازة ومجموعة العملاء من احزاب تقدم التي تأمل في كراسي الحكم عن طريق هذه الاجراءات التعسفية القاضية بفرض الوصاية والهيمنة وتدمير جيش البلاد بعد فشل الانقلاب وفرض الحكم بالقوة عبر الحرب وما تفعله بالمواطن من ويلات او الوصاية الدولية .

والتقرير يطالب جميع  الأطراف للامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي ووقف جميع الهجمات على السكان المدنيين على الفور ودون قيد أو شرط ،

وهنا نسأل من الذي يهاجم المدنيين ومن الذي هجرهم من منازلهم ومن قتل ابريائهم واغتصب حرائرهم ونهب منازلهم وممتلكاتهم ومن اتجر في البشر ، مالكم كيف تحكمون .

وقد جاء في جملة من القرارات التي تمس السيادة السودانية فرض عقوبات تتمثل في حظر الإمداد بالسلاح للطرفين وساوي التقرير بين الجيش الذي يمثل الدولة وسيادتها ومليشيا متمردة معتدية مارست كل الفظائع اللانسانية ،

ورغم إدانة التقرير لمليشيا الدعم السريع بقرار جاء فيه بأن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبت جرائم حرب إضافية تتمثل في الاغتصاب والاستعباد الجنسي والنهب، فضلاً عن إصدار الأوامر بتهجير السكان المدنيين وتجنيد الأطفال دون سن الخامس عشرة عاماً في الأعمال العدائية .

وشملت الهجمات المروعة التي نفذتها قوات الدعم السريع وحلفاؤها ضد المجتمعات غير العربية في دارفور وخاصة المساليت في وحول الجنينة وغرب دارفور وعمليات قتل المدنيين والتعذيب والاغتصاب وغير ذلك من أشكال العنف الجنسي وتدمير الممتلكات والنهب والسلب والسرقة و في الجزيرة وسنار والخرطوم وامتدادها لكردفان حيث ارتكبت الفظائع التي سكت عنها المجتمع الدولي، وكأن هذه الجرائم التي اعترف بها التقرير لا تمثل خرقا للقانون الدولي .

ان هذه الادانة تستوجب تطبيق العقوبات التي نصت في القانون الدولي بتطبيقها علي مرتكبي جرائم الحرب المختلفة خاصة وان الادانة صدرت مسبقا باعتبار الدعم السريع مليشيا وجرمت بتعديها علي قوانين حقوق الانسان وجرائم الحرب المختلفة . ولكن لم يطبق اي بند عليها بل ظلت العقوبات حبرا علي الورق …

وظل الإمداد بالاسلحة الاماراتية وغيرها من دول محور الشر عبر عمالة الامارات وعبر دول الجوار في تشاد وافريقيا الوسطي ودولة جنوب السودان واثيوبيا وليبيا دون رادع رغم تقديم السودان لما يؤكد هذه الجرائم التي تستهدف السودان ومواطني السودان المدنيين .. وتخطط لمسح الهوية السودانية وتاريخ هذه الامة من اجل الاستحواز علي الارض ومواردها وتغيير ديمغرافية البلاد بالوطن الموعود لعرب الشتات ..

ظلت شكاوي السودان المختلفة تعطل بواسطة بريطانيا وظلت جنيف واثيوبيا وكينيا ومصر وجدة واديس محطات تقودها مافيا دول الشر لطمس الحقائق وتمكين الدعم السريع لاكمال المخطط الغربي ولحجب الادانة والعقوبات القاضية بالتعويضات عن الامارات .

ومحاولات الاستعمار الجديد تأتي بحكومة مدنية تفرضها قوي الهيمنة الدولية وتنشر قوات الجيش الاممي في كل بقاع السودان للفصل بين القوات المتحاربة وتفرض رؤيتها للحكم وحماية المدنيين ..

وهنا من المؤكد انها لا تعترف بالقوات المسلحة والاجهزة الامنية الاخري باعتبارها احد الأطراف المتنازعة مما يشكل اعتداءا سافرا علي السيادة الوطنية وإشاعة الفوضي الخلاقة التي تمهد لجعل السودان تحت الوصاية الدولية بما يقتضي تكوين جيش جديد وشرطة جديدة واجهزة أمنية جديدة ورؤية ليس للشعب السوداني رأي في تكوينها أو وضع مهامها وقوانينها ..ب

ما يعني استعمار جديد بكامل اجهزته ، وهنا نؤكد ان الوضع يختلف من العراق اذ ان الحرب كانت بين العراق ودولة الكويت فعوقبت الدولة المعتدية وتم الفصل بين الجيشين واستبدلت حكومة العراقيين بحكومة موالية لامريكا وتحت حمايتها …

ونسأل هل نجحت قوات اليوناميد و اليونيتامس في تحقيق السلام في دارفور وإنهاء الصراعات المسلحة ….

وهل نجحت القوات الاممية في الحفاظ علي وحدة السودان عندما تدخلت في الحرب بين الجنوب والشمال . وهل نجحت الدول الراعية لمحادثات السلام بين الحركة الشعبية وبين الحكومة في جوبا للحفاظ علي وحدة السودان كدولة …

وهل نجحت امريكا في اجبار مليشيا الدعم السريع علي تنفيذ مقررات منبر جدة للسلام …وهل نجحت في اي دولة في العالم لتحقيق العدالة والسلام والاستقرار ؟ وهل أمنت القوات الدولية من غضبة الشعوب ونضالها من اجل سيادتها الوطنية ؟

أن التجارب السابقة في السودان اثبتت فشل هذه السياسات في وجود الصراعات التي تتعدد فيها القوات من مليشيا الي حركات مسلحة متحاربة وقوات نظامية وظيفتها الدستورية حماية البلاد واستقرار البلاد وحماية الوطن والمواطنين من العاديات .

فكيف تنجح قوات تجد نفسها في فك مفترس يتربص كل بأجندته الخاصة وهل تلتزم بعدم المساس بحياة المواطنين المدنيين في هذه الدولة التي تتشابك فيها الامور بحيث يصعب التعامل الاجنبي مع مكوناتها الاجتماعية والسياسية والاهلية والقبلية خاصة بعد حرب طال امدها ارتكبت فيها من الفظائع ما لم يشهده التاريخ الانساني ..

ومن المنظور ان تقاوم جموع الشعب اي سياسات للهيمنة والوصاية والتدخل بأي ذريعة تتخذها .
والحل في نظرنا يكمن في :

١/ تنفيذ اتفاق جدة والخروج الآمن من المناطق الحضرية الي معسكرات منزوعة السلاح تحت رعاية وحماية الامم المتحدة ..

٢/ وقف إطلاق النار والترحيل الآمن للجنود من المعسكرات التي تشرف عليها الامم المتحدة الي مناطقهم الأصلية داخل السودان ..

٣/ النظر الي استيعاب الجنود المستسلمين وجنود حركات الكفاح المسلح في الاجهزة الامنية حسب قوانين الجيش ولوائحة في اطار سياسات الدمج والتسريح المتراضي عليها ..

٤/ ترحيل الأجانب الي دولهم بعد تطبيق القانون السوداني والدولي بحسبان انهم مرتزقة ارتكبوا مختلف جرائم الحرب والسلب والنهب والاعتداء الجنسي والجسدى وغيره من الجرائم …

٥/ تعويض السودان كدولة والسودانيين علي ما فقد ودمر ونهب من مقتنيات وعربات وممتلكات مختلفة وبنية تحتية وعدم التنازل عن شكاوي السودان لدي مجلس الأمن .

٦/ ملاحقة استرداد ما سرق من آثار ومتنيات أثرية اخري تمثل الهوية السودانية والتراث القومي السوداني ..

٧/ مساهمة المجتمع الدولي والاقليمي في اعادة الاعمار وفق مبادئ السيادة الوطنية والمصالح المشتركة …

٨/ رفع جميع العقوبات علي السودان بما فيها تجميد الأرصدة والعقوبات في منظمات البنك الدولي وغيره ،

وفك تجميد عضويته في المنظمة الافريقية والاستفادة من كل المنظمات الدولية والافريقية والعربية للاستقرار والسلام والتنمية ..

علي ان الحوار يجب ان يكون سودانيا ورعاية دولية علي ان لا يتعدي علي مسلمات السيادة الوطنية بفرض الوصاية وغيرها مع الرفض التام لما جاء في هذا التقرير جملة وتفصيلا …

ان قرار حزب الامة المتعجل ووقوف بعض من القوي السياسية في تقدم مع القرار وما ظهر من تأييد لما جاء في التقرير سيدخل البلاد في نفق مظلم وصراع سيمتد ليحرق ما تبقي من السودان ويحقق استراتيجية الارض المحروقة التي يخطط لها عالم يتكالب علي البلاد لتحقيق أهدافه للاستحواز علي الموارد الطبيعية واستعباد السودانيين …

إن الشعب السوداني سيقاوم كل سياسات الاستهداف من المجتمع الدولي فالأمر ليس كما يتخيل البعض وسينهض الشعب السوداني كله لمقاومة هذا التحالف الغربي مع القوات المتمردة في مليشيا الدعم السريع والمليشيات المشتركة معها …

الله اكبر من كل مؤامرات المجتمع المدني …..
النصر لقواتنا المسلحة الباسلة ..

والهزيمة لقوي الشر ومرتزقة الدعم السريع …
والله اكبر ولا نامت أعين العملاء .
ولك الله يا وطني ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى