مقالات الظهيرة

بروفيسور عوض إبراهيم عوض يكتب…أيها الرجال الإناث!!

كلما فتحت واحداً أسافير وسائط التواصل الإجتماعي وعلى رأسها الفيسبوك، والإنستغرام، ومنصة إكس، والواتساب، أتفاجأ بظهور أحد السودانيين من (الرجال) الذين تتراوح أعمارهم ما بين الثامنة عشرة والثلاثين،

وفي بعض الأحوال النادرة فوق الثلاثين، وهي مرحلة النضج الذي نعول عليها كثيراً في بناء مستقبل وطننا السليب. والذي يفاجؤني هو أن الواحد من هؤلاء الرجال الذين أتحدث عنهم يرتدي (فستانا) مزركشاً، وسلسلاً من الذهب الخالص أو اللولي أو المرجان.

ويضع (حلقاناً) على أذنيه، وشفتاه في غاية الدقة من أحمر الشفاه الذي أنتجته بيوت الخبرة الفرنسية أو الألمانية أو السويدية أو حتى الصينية لتجميل النساء.

والعيون عليها حواجب قد زينتها يد الصنعة بقلم دلال داكن السواد. وأرى ضفائر هذا الرجل قد استرسلت مما يوحي أن ماشطتها إمرأة خبيرة في تجميل العرائس. ويبدأ هذا الأخ الذي يرتاد المواقع الأسفيرية بشكل مستديم ليتحدث بصوت كله أنوثة وغنج لزوم استمالة من يعشقون هذا النوع من الناس. والذي حيرني فعلاً ازدياد أعداد هؤلاء الرجال المتأنثين من أبناء السودان.

وحار دليلي في تصنيف أو تحليل هذا الأمر في بلد ظل يغني مطربوه على مر الزمان: (أنا المأمون علي بنوت فريقه). ودار في خلدي سؤال ظل يحيرني على مر الأيام والشهور وهو: (يا أيها الإخوة ما الذي لم يعجبكم في الرجولة؟) ألا تدرون أن آباءكم قد سعدوا كل السعادة عندما عرف كل واحد منهم أن زوجته قد أنجبت ذكراً كامل الرجولة؟ ألم تعلموا أن ولادة الذكر في السودان ظلت على مر التاريخ مصدر فخر واعتزاز للأب والأم والعشيرة في كل الأزمان؟ ألم تعلموا أن هذا هو شأن معظم شعوب الأرض؟ أم تقرأوا أن أجدادنا في الجاهلية كان الواحد منهم إذا بشر بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم؟ وقد شهد بذلك رب العزة في كتابه الكريم. والسبب هو أن كل خلق الله يتفاخرون بإنجاب الذكر مع احترام الجميع للإناث.

والسبب أوضحه القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه في العبارة الواضحة التي تقول: (وليس الذكر كالأنثى). صحيح أن إيماننا يفرض علينا ألا نذم الإناث، ولا نسيء للأمهات،

ولكنه لم يقل يوماً إن الأنوثة أفضل من الذكورة. ولو قال ذلك في أي موقع فهو يعني الأنثى الحقيقية التي خلقها الله لتكمل المجتمع الذكري ويتم بينهما التزاوج للإنجاب و.

لحفظ النوع البشري. وكذلك الرجل الذي خلقه الله ليكمل الأنثى بالتزاوج والحفاظ على النوع. ولكنه لم يقل يوماً لا في القرآن ولا في التواراة ولا الإنجيل ولا الزبور إن تغيير النوع بالمشاط وأحمر الشفاه والستيان والمنكير يعتبر من الفضائل التي تسمو بالرجل أو يحبها الله أو يحبها الناس.

وإذا عدنا لبلدنا السودان فإن مجتمعنا رجالاً ونساءاً لا يحترمون الرجل المتشبه بالنساء. بل ويطلقون عليه العبارة التي لا نريد ذكرها والمأخوذة من اسم أحد أنبياء الله عليه السلام.

وهنا يستوي الرجال والنساء، والشيب والشباب، وحتى الأطفال لا يحترمون مثل هذا الرجل الذي يتمايع في مشيته ويتهدل في عباراته ويحاول جاهداً أن يكون أنثى وما هو بأنثى. وأنا أسألكم يا من تطلون

علينا في الميديا صباح مساء وتفتحون اللايفات وتتحدثون لعباد الله المغلوبين على أمرهم ماذا يضيركم لو حلقتم ضفائكركم هذه، ونزعتم هذه الحلي التي لن تزيدكم جمالاً ولا عفة ولا احترام بل تزيدكم قبحاً ونتانة.

ماذا يضيركم لو انخرطتم في عالم الرجال العظيم الذي فيه الشهامة والكرامة والستر والاحتشام والرجولة وقوة الشخصية. ماذا يضيركم لو شحذتم أصواتكم وتركتموها على طبيعتها لتهز المنابر وتعلو فوق أصوات النساء؟ جربوها مرةً ولن تندموا. وأنا بصراحة أريد أن أعرف لماذا معظم هؤلاء الذين نتحدث عنهم يقول لك أنا لست بالسودان الآن، وإنما أعيش لحالي أو (لوحدي)؟ هل لفظكم آباؤكم وأمهاتكم فخرجتم تبحثون عن الهوى حيث لا هوى؟

هل تطمعون في أن يتزوجكم أحد الرجال الباحثين عن الرجال النساء؟

وهل يا ترى ستطبخون له؟ وتكنسون الغرف؟ وتضعون عليها البخور؟ وتغسلون الملابس؟ وتدفعون دم قلوبكم للكوافير والمشاطات، والحنانات؟

لا إله إلا الله!!! لماذا كل هذا التعب وقد كان بإمكانكم أن تعيشوا رجالا معززين مكرمين كل ما تحتاجونه إبريق للوضوء وعراقي وسروال والذهاب لمسجد الحي لحضور الصلاة وكفى. إن القضية يا سادتي أكبر بكثير من عبارات الحديث التي أقولها الآن في شكلٍ أقرب للدعابة أو السخرية الممزوجة بالمأساة.

لقد انفرط عقد كثير من شبابنا، وجرفتهم غواية الرذيلة. والأمر قد أزكم الأنوف لأنهم من جلدتنا، وسحناتهم من سحناتنا، وأسماؤهم من أسمائنا. فماذا نحن فاعلون حتى يتوقف هذا المد الفظيع الذي يزداد في كل صباح رجلاً أنثى؟

وإذا كان الدين لا يردعنا فليتنا نسمع للمبدع الأصيل قيقم عندما قال: (وارثين الشهامة من عصراً بعيد نارهم ما بتموت أسأل ناس أبوك يا وليد).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى