مقالات الظهيرة

القمة الرئاسية ووضع النقاط علي الحروف ( ٢) 

الظهيرة – عبد الله حسن محمد سعيد :

دعي الرئيس البرهان رئيس مجلس السيادة في خطابه التاريخي امام القمة الرئاسية الي تعزيز التعاون في مجال الابتكار والبحث العلمي وخاصة في مجال الزراعة والطاقة المتجددة لتحقيق التنمية المستدامة في السودان ..

والدعوة توضح اتجاه الحكومة السودانية لما بعد الحرب في مرحلة إعادة التعمير لما دمرته الحرب وبداية مرحلة جديدة تعتمد اعتمادا اساسيا علي البحث العلمي والابتكار ، لبناء دولة العلم والايمان .

والدعوة في عمومياتها تؤكد علي استراتيجية الدولة في اطروحات الاستثمار والتعاون الدولي بما يتماشي مع حوجة المجتمع للغذاء وسد الفجوة المتوقعة وخاصة بعد التغيرات المناخية التي بانت نذر وعلاماتها علي الواقع حسب القراءات العلمية للطقس وهذه الدعوة الصريحة في اهم مصدرين للتعاون التنموي أحدهما الاستثمار في الزراعة علما بأن السودان يمتاز بمساحات واسعة من الارض الصالحة للزراعة والتي تقدر ب170مليون فدان المستخدمة منها 40 مليون فدان فقط وتوجد حوالي 130 مليون صالحة للزراعة.

ولا تستثمر بسبب الحرب وتحديات نقص البني التحتية وأهمها نقص الطاقة الكهربائية حيث تعاني البلاد من عجز يبلغ 3 ملغاوات .

ويمتاز السودان بموقع جغرافي وسطي مميز يقع في قلب أفريقيا مما يجعله معبر ومركز مهم لتبادل السلع والخدمات وتتوفر فيه إمكانيات ضخمة من الموارد الطبيعية وموارد المياه الوفيرة من الأمطار التي يبلغ معدلها السنوي أكثر من 100 ملم ومياة الأنهار وحصة السودان تبلغ حوالي 18,5مليار متر مكعب من المياه سنويا حسب اتفاقية مياه النيل.

بالإضافة الي الأنهار والخيران الاخري ومياه سطحية وجوفية يمثل الحوض النوبى أهم مصدر للمياه الجوفية في السودان.

حيث يقع شمال الخرطوم ويمتد الى جمهورية مصر العربية كما يمتد من ناحية الشمال الغربى الى داخل حدود ليبيا وتشاد . وتقدر المساحة الكلية للحوض النوبى بنحو 2.2 مليون كيلومتر مربع, كما تقدر كمية المياه بالحوض النوبى بنحو 373 ألف كيلومتر مكعب, وكذلك من التركيبات الجيولوجية سلسلة أم روابة في وسط غرب السودان وتغطى 20.5 % من مساحة القطر .

الكميات المتاحة جوفياً تقدر بحوالي 9 مليار متر مكعب ، وفي الحوض النوبي الواقع في مثلث العوينات دنقلا حلفا بما يزيد عن ال5 مليار متر مكعب من المياه المتجددة ،

المستغل منها حالياً في الزراعة المروية 1300 مليون متر مكعب بينما متوسط التغذية السنوية لهذه التكوينات من مياه الأمطار تقدر بحوالي 4.9 مليار متر . كل هذه المعطيات تجعل من السودان بلدا زراعيا من الدرجة الاولي حيث الوفرة للمياه والارض الشاسعة الصالحة للزراعة ومصادر الطاقة المختلفة حيث السدود والبترول والطاقة الشمسية اضافة للطاقة البديلة والنظيفة والطاقة النووية التي يمكن عمل الترتيبات لاستخدامها في الاغراض المدنية .

والطاقة البديلة النظيفة والتي تم الأشارة إليها في دراسة اعدها عالم أمريكي من أصل هندي عن نبات العنكوليب لاستخراج الطاقة البديلة وما يوفره هذا المشروع يقدر باربع مليار دولار سنويا .

والدعوة للاستثمار والتعاون الدولي في هذا المجال الذي يرتبط ايضا بالانتاج الحيواني حيث يملك السودان ثروة حيوانية تقدر بأكثر من 100 مليون راس من الماشية والصناعات التحويلية والمراعي الطبيعية الممتدة اضافة للثروة الغابية التي تتنوع فيها انواع الاشجار وتغطي مساحات واسعة من البلاد ويشكل قطاع الصمغ العربي انتاجا يقدر ب 80% من الانتاج العالمي .

من هنا تجئ أهمية طرح الرئيس ودعوته لتعزيز التعاون الدولي في مجالي الطاقة والزراعة وتفجير الطاقات الكامنة من اجل المصالح المشتركة …

وأضاف السيد الرئيس الي حديثه عن التعاون الدولي في المجالات الحيوية ودعوة المجتمع الدولي للتعاون في الزراعة والطاقة ، التأكيد على أهمية إحترام سيادة الدول وعدم التدخل في إدارة شأنها الداخلي تصحيحا لمساراتها ووجودها وواجباتها نحو مجتمعها في النواحي الأمنية و الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

والبعد عن ممارسة الضغوط علي حكومتها من اجل تنفيذ أجندة غير وطنية ولا تراعي مصلحة الشعوب وخصوصيتها البنيوية وهويتها التكوينية مع تعزيز المسؤولية المشتركة بين تلك الدول والمجتمع الدولي فيما يخص المصالح الدولية المختلفة.

والسودان يتطلع إلى دعم دولي يحترم خياراته الوطنية في الحكم وآلياته ومنهجه الذي تراضت عليه مكونات الشعب المختلفة دون وصاية او املاء او ممارسة سياسات الهيمنة والتركيع ، والدعوة للمجتمع الدولي ليساعد السودان على النهوض من آثار ازمته الحالية التي تتمثل في الدمار الذي احدثته مليشيا الدعم السريع ومن وقف معها واعانها وزين لها أفعالها وسكت عن جرائمها،

ويطلب السودان من المجتمع الدولي بصفته احد اعضاء المنظومة الدولية المكونة له لاعانته للنهوض من جديد ببذل جهود اكثر تركيزا واشمل نظرة لما يوفره السودان في محيطه من تاثير ايجابي علي الامن والاقتصاد والسلام الدولي .

وسعي السودان الي الجوار الافريقي والعربي والمحيط العالمي وطرحه لازمة الحرب الوجودية التي تكالبت عليه فيها اكثر من اثني عشرة دولة في حرب وصفت بأنها حرب عالمية مصغرة ضد شعب لم يعرف عنه تدخلا في شأن داخلي لدولة او حرب علي شعب او اعتداء علي جوار ،

وتجربة السودان في تجاوز مرحلة الحرب بتحركه الدائم لبسط الأمن والسلام وطرق كل الأبواب في مسيرة طويلة عبر المنابر الافريقية والعربية والعالمية من اجل إنهاء تلك الحرب والوصول الي صيغة تصالحية تنهي الحرب بما يؤكد علي وحدة البلاد وسيادتها وسلامة اراضيها وامنها وامان اهلها ومستقبل وجودها وهي تجربة لها مابعدها من التقييم السليم الذي يمثل اختباراً حقيقياً لفعالية التعاون الدولي ،

والتأكيد ان نجاح السودان في تجاوز الازمة سيكون نجاحاً للمجتمع الدولي وتصحيحا لمسار العلاقات بين الشعوب والتي تتجاوز سياسات الهيمنة الي التعاون لمصلحة الشعوب تعاونا وتبادلا للمصالح وفقا للتراضي والشراكات والاتفاقات ..

الخطاب في مجمله يعد خارطة طريق للتعامل مع المنظومة الدولية بما يحقق التعاون الدولي ويؤكد علي تعايش الشعوب واحترام سيادتها الوطنية وتعاونها بما يحقق التعايش والعدالة والمساواة واعلاء قيم التسامح المجتمعي والسلام والاستقرار والحكم الرشيد وتحقيق المصالح بما يؤمن مسيرة الشعوب واستقرارها..

ولك الله يا وطني ……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى