الجزيرة خيـر وبركـة.. ولكـن!!
نعم ..الجزيرة خير وبركة ….. ولكن ؟ طرقات حاضرتها الضيقة و “المبشتنة” التي فضحت المدينة العريقة جعلت الجميع يتساءلون إن كانت تصلح لتكون مدينة متميزة في وطن مكلوم ام لا.
الجزيرة خير وبركة بإمكانياتها ،وموقعها الاستراتيجي الوسط ،ومشروعها ولكن ؟ هل ستتمكن مع إنعدام التخطيط ،والتنفيذ ،والمتابعة من أن تلبي طموحات أبناء السودان الذين قدموا إليها من كل فج عميق ..
الجزيرة خير وبركة ولكن ؟ يبدو أن بنيتها التحتية غير مؤهلة لاحتضان هذه الأعداد الكبيرة،والمتزايدة من الوافدين الذين ضاقت بهم الأمكنة.
وتكدسوا في المدينة يبحثون عن ملجأ،وبديل لمؤسساتهم،وشركاتهم ،واعمالهم داخل مدينة صغيرة .
متجاهلين موسم الهجرة إلى الريف الذي ينتظر بلهفة تشييد المصانع والشركات والمؤسسات والمستشفيات والطرق المعبدة بأحدث المواصفات.
الجزيرة خير وبركة بإنسانها الواعي ولكن ؟ هل سيشمل هذا الوعي ..الأمن وهو مسئولية الجميع.. إذ نجد أن هناك ثغرات في جدار الأمن المجتمعي يجب أن نسدها ( ليست بطينة ولا عجينة ) لتكتمل المنظومة الأمنية عبر الإنتشار الواسع للأجهزة المعنية.
الجزيرة خير وبركة ، ولكن ؟ بكل أسف لم أجد حتى اليوم مواطن واحد يثق في قدرة والي أو وزير أو غفير ليعبر به من هذا النفق المظلم إلى رحاب أوسع ..
فقد سكن المواطنين اليأس من حكامهم وولاة أمرهم ممن أصابتهم لعنة الأفق الضيق وعدم القدرة على التفكير الجيد والتطوير ..
الجميع ما زالوا يمشون في نفس الطريق الذي مشى فيه أجدادنا القدماء الذين لم يعيشوا في عصر التقنية التي إستفادت منها الشعوب من حولنا في تغيير حياتها بطريقة.. مدهشة .
