مقالات الظهيرة

أليس فينا رجــل رشيد؟

الظهيرة- أ.د ايهـاب الســر محمد الياس (جامعة الجزيرة):

مبادرات و مؤتمرات ومنظمات و تحركات تبدو ماكوكية مثل خلايا النحل. نظريات وأحلام على الأوراق لم تمس بعد أرض الواقع الكل يبدأ الخطوة الأولى ولاتقوى الأرجل على بلوغ النهايات السعيدة.

مواطن يحلم بدولة ناهضة رشيدة بخدماتها الصحية والتعليمية في أبسط معانيها يبحث عن العدل والسلم الإجتماعيين .

الآن صار غريب الوجه واليد واللسان تقطعت به السبل وتشرد في صحاري الضياع. والوطن عزت عليه لقمة العيش الوطن الأسمر يتوه ثم يموت ببطء.

كل الأشياء تسير لعتمة وغبار الحرب يحطم مرايا الوطن العزيز.

نجتمع وقلوبنا شتى وتحكمنا المصالح والوطن يذوب ويتلاشى كالغريق الذي تظهر يداه على سطح الماء وهو يتعلق بالحياة في لحظاته الأخيرة.

الأبناء الاطباء والمهندسون والزراعيون يعمرون في أوطان اخرى والوطن يشكو العقوق يبكون عندما يسمعون الطير المهاجر كلمات صلاح ابراهيم بصوت محمد وردي.

الوطن مترع بالمرضى والعمارات السوامق المهدمة والأراضي القاحلة الجدباء والتيار الكهربي المنعدم طوال اليوم والترع التي اثقلتها الحشائش المدن الكبرى اغرقتها النفايات وطرقنا القومية فحدث ولاحرج.

الخلافات تعصف بنا المشكلة فينا في الإنسان السوداني والتركيبة العجيبة التي تود ان تمارس الإقصاء في أبشع درجاته والأنانية المفرطة.

كلنا نريد ان نحكم كلنا نعيش في يوتوبيا النزاهة وصلف النفس أننا الافضل واننا الأولى بالحكم والوطن يذوب كقعطة السكر في المحيط .

تعلمنا فيه البدايات وحبونا فيه وبنينا أحلامنا على ترابه ثم اسفرنا له في الكبر عن وجهنا الكالح الذي ترهقه قترة نتحدث هنا عن عقوقنا وعن عصياننا واحترابنا وتقاتلنا.

أقراننا الأفارقة كانوا خلفنا كتيرا لكن معظمهم اهتدى للدرب القويم وفطنوا الى السنوات التي ضاعت بسبب تدابير المستعمر البغيض.

توحدت معظم الدول وبحثت عن مصالحها صاروا يبحثون عن السلام عبر التوحد وتناسي جراحات الماضي وانتهاج المنهج العلمي انفتحوا على العالم واستغلوا المنح من المنظمات والهيئات الدولية وصارت جامعات جنوب افريقيا تنافس الجامعات العالمية كم نتذكر معاناتها في رواية ورائعة ألان باتون

cry the beloved country

فصارت الان تغمض عيونها

Happy the eyes that can close

وصارت رواندا قبلة للسلام بعد ان عانت سنوات من ويلات الحروب القبلية الشرسة بين التوتسي والهوتو لكن حولوا كل هذه المآسي الى سلم اجتماعي.

وانطلقوا من القبور التي جعلوها متاحف تذكرهم ماذا فعل فيهم الاحتراب والاقتتال فكانت شرارة الإنطلاق ونقطة القوة .

متى نعي الدروس ونعي العبر ؟وننسى المصالح الذاتية ونتحد بكل أطيافنا لنعيد بناء وطن اسمه السودان دينه الاسلام وتميز الناس فيه بأعمالهم الصالحة .

قاتل الله التحزب والتفرق والتشتت وأعادنا الى رشدنا أحبتي وإخوتي أليس فينا رجل رشيد؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى