عباس حديبة يكتب… ام غُمُتي

كثيراً مانسمع بهذه المفرده ولكنها ترمز لكثير من الأشياء وتستخدم في حالات عديده. وعلى سبيل المثال في حالات (الغتاته) او الدسدسه والغتغيت دائماً..
ام غُمُتي حاله من التفتطيس او الغمتّ او إنقطاع التنفُس او الحفِر والدفن بدون علم الاخرين او المغموت خلسةً..
ايضاً تأتي هذه المفرده المسماة في الغمتّه او الدس (العطِيه) دون التعرف عليها في لحظتها إلا ان تتفاجأ بها بعد أن يغادرك (الغامت بالله).
ام غُمتي تحدث في الدفسيبا او الكبسيبا دائماً في الملمات مثل الحفلات والأسواق وخصوصاً مواقف المواصلات إذ يتكالب على المغموت الناس وتروح (مكتول صف) او مضروب صف دون أن تعلم من الذي غمتك وتغاتت عليك.
ام غُمُتي حتى في الرحلات للذين (يكبروها) بأم غُمتي والمناسبات (الدكاكينيه) وحلل العزابه الكتاميه وأحياناً السمايه عندما توزع للجيران في شكل لحوم ايضاً تعرف بأم غمتي.
وفي عقودات الزواج وخصوصاً الزواج المتعدد للرجل غالباً ما تحصل ام غمتي لأسباب امنيه..
وفي الرشاوي والبلسات التي (تُدلع) بالتسهيلات او الكسرات بل حتى عند الحلاق تسمى (عطية مزيّين)
ام غمتي للابن الصغير تفضيلاً على إخوته حبيبة لبن او لحمه او قطعة حلوي من طرف توب الوالده مصرورة مغموته..
عند الحبوبه ايضاً وغالباً لابن الإبنه بالذات تكون هنالك ام غمتي بالتمييز..
ام غمتيات كُثر حتى في الحروب
بعض الجيوش في الحروب تَستخدم ام غُمُتي تجاه العدو في كثيرٍ من الأحيان وفي غاية الكتمان وبسرعة دون الاعلان عن مافعلت بالعدو او ستفعل… البرهان يذكرني بأم غمتي كل ما انظر في وجه هذا الرجل يتنامي الي مخيلتي ام غمتي التي اعرف تفاصيلها منذ الصغر..
اتوقع ان الجيش لا يعلن انتصار أو يحتفل بنصر بل الوضع سوف يكون ام غُمُتي دون أن يشعر المواطن بنهاية الحرب.. اللهم إلا اذا كانت هنالك احتفالات عفويه جماهيريه.
بِمعني ان الجيش انتصر من اللحظات الاولي ولكنه لايعلن اي انتصار.. حتى لا تُحسب للشامتين في ارصدتهم وتساعدهم على شفاء غلهم وغليلهم لو حدثت أي تفلتات للص او معتدِ او حتى سماع صوت لذخيره قد يجعلهم يتنطعون على الجيش بقولتهم المستهلكه (جماعتك ما قالوا انتصروا)
لذلك إعلان وإحتفائية النصر ليست من أولويات الجيش بل هي من أولويات الشعب والاحتفال بجيشهم.
على شاكلة تفاعل جماهيري عفوي. ولكن من الجيش غير متوقعه لان الجيش يحارب في مليشيا ليس في جيش من دوله أخرى..
بالمقابل الهلال او المريخ في مبارآة وديه مع فريق قرية من قرى السودان وهزمها ليس هنالك معنى في آن يحتفل الهلال او المريخ بهذا الانتصار الثانوي
عليه الحرب دي (بتمرق فرق ايديهم سااااي)
تعظيم سلام للجيش السوداني