مقالات الظهيرة

(من أعلي المنصة) ياسر الفادني يكتب….الفَرَّة فيها الدَرَّة !

في مرحلة دقيقة تتطلب وضوحاً في الرؤية وسرعة في التنفيذ، جاءت زيارة والي الجزيرة الطاهر إبراهيم الخير إلى بورتسودان لتقدّم نموذجاً عملياً لما يمكن أن تصنعه الجدية حين تتحول من شعارات إلى واقع، فالزيارة لم تكن بروتوكولاً عابراً، بل عملاً مدروساً أعاد وضع إحتياجات الولاية في مقدمة المشهد التنفيذي للدولة

 

وقد عاد الوالي بحصيلة يمكن قياسها على الأرض: دعم مالي كبير لمكافحة حمى الضنك، توفير لمعينات علاجية عاجلة، تقدم حقيقي في ملف الكهرباء عبر التزامات واضحة بالمحولات والمفاتيح، وتعزيز لمؤسسات التعليم العالي عبر معدات وتقنيات تسهم في تطوير جامعات الجزيرة والقرآن الكريم ، كل ذلك يشير إلى إدارة تعرف أين تضع جهودها، وتعمل بخطوات محسوبة لا تعتمد على الارتجال

 

ولأن التنمية لا تنجح بقرارات منفردة، جاءت لقاءاته مع عضوي مجلس السيادة والوزراء لتعكس قدرة على بناء شراكات عملية، تُترجم المشاريع من وعود إلى برامج قابلة للتنفيذ، هذا النوع من التنسيق هو ما تحتاجه الولايات اليوم لتسريع وتيرة الخدمات وتحسين واقع المواطن

 

أما الإعلان عن القافلة الكبرى لدعم نازحي الفاشر بالشمالية تحت شعار “كلنا فاشر” فقد كان فاكهة اللقاء التنويري لأنها تعطي بُعداً إنسانياً يعلي قيمة التكافل بين المواطنين والولايات خطوة تؤكد أن الجزيرة لا تعمل بمعزل عن قضايا الوطن، وأن مسؤوليتها تمتد إلى كل سوداني يحتاج سنداً

 

إن ما خرجت به زيارة بورتسودان يقدّم مثالاً واضحاً على أن الإدارة الفاعلة ممكنة حين تتوفر الإرادة والمتابعة، وأن المسؤول الذي يذهب بنفسه لفتح الملفات وتحريك الجمود يصنع فرقاً حقيقياً في حياة الناس

 

إني من منصتي أنظر…. حيث أرى …. أنها زيارة تثبت أن النتائج لا تأتي بالكلام، بل بالعمل… وهذا ما فعله والي الجزيرة وقديما قيل سافر ففي الأسفار خمس فوائد ويقول المثل السوداني : الفرة فيها الدرة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى