مقالات الظهيرة

(من أعلى المنصة) ياسر الفادني…. الذئب الأمريكي يتحدث بلسان الحمل الوديع !

مرةً أخرى تخرج علينا واشنطن بخطابٍ مكرّر مفعمٍ بالنفاق السياسي، محاولةً تلميع صورتها عبر تصريحات وزير خارجيتها ماركو روبيو حول جرائم قوات المليشيا في السودان.

وكأنّ العالم لم يرَ من قبل كيف تتغاضى الولايات المتحدة عن جرائم حلفائها، أو كيف تُدار الحروب بالوكالة تحت شعارات زائفة عن حقوق الإنسان والديمقراطية

 

يتحدّث الوزير الأمريكي عن الفظائع والاغتصاب والمجازر، وكأنّ هذه الإدانات تُغسل بها أيدي واشنطن من دماء الضحايا، بينما الحقيقة أنّها تعرف جيداً من أين تتدفّق الأسلحة، ومن يُموّل، ومن يحظى بالغطاء السياسي والإعلامي، فمن الذي فتح الأبواب الخلفية للتسليح؟ ومن الذي سكت طويلاً عن تهريب الدعم والذخيرة إلى الميليشيا؟

 

حديث روبيو عن وقف تسليح قوات الدعم السريع ليس سوى عرضٍ مسرحيّ جديد.

يهدف إلى امتصاص الغضب الدولي وتبرئة دويلة الشر التي تلعب بالنار في المنطقة وتغذي النزاعات لتبقى واشنطن هي الحكم والوسيط والمخلّص في الوقت نفسه، إنّها لعبة أمريكية قديمة: تصنع الفوضى ثم تتحدّث عن السلام، تدعم طرفاً بالسلاح ثم تندّد بانتهاكاته، تزرع الكارثة ثم تذرف دموع التماسيح أمام الكاميرات

 

إني من منصتي أنظر…..حيث أقول : لقد سقط القناع، ولم تعد بيانات الخارجية الأمريكية تُقنع أحداً، فالمشكلة ليست في الخطاب، بل في السياسة التي تحمي المجرم وتدين الضحية، وتجمّل وجه الذئب ليبدو حملاً وديعاً، إنّ السودان لا يحتاج إلى بيانات الشجب، بل إلى وقف حقيقي لتدفق السلاح ورفع اليد عن دعم الخراب.

أمّا تصريحات روبيو، فهي ليست سوى محاولة بائسة لتلميع صورة واشنطن الملطخة بالنفاق، في وقتٍ باتت فيه الشعوب تعرف تماماً من يصنع النار ومن يتباكى على رمادها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى