مقالات الظهيرة

(مشاهد) محمد الطيب عابدين يكتب… الحقيقة العارية

*ما يجري في مدينة الفاشر هو الحقيقة* . حقيقة الدعم السريع العارية . حقيقة كونه مليشيا مجرمة قاتلة تسفح الدماء و تقتل من أجل القتل، تتلذذ بتوسلات النساء ثم تقتلهن . تضحك من عجز الشيوخ المسنين ثم قتلهم . الطرب و الإستمتاع لبكاء الأطفال ثم قتلهم . القتل بسبب و بدون سبب . القتل بحقد و غبن و كره لكل إنسان لا ينتمي إليهم .

 

 

*في الفاشر تقف الحقيقة عارية تماماً* بعد إذ سقط عنها قناع الكذب الممنهج و التضليل الأعلامي الذي تنفثه سماً في فضاء الإعلام حناجر الدعم السريع دون خجل أو إحترام لعقول الناس، فليس ثمة أُناس يرتدون زي الدعم السريع ليقتلوا الفاشريين، ليس ثمة طرف ثالث هبط من كوكب زحل ليقتل الناس؛ الدعم السريع يقتل و يصور و يوثق لنفسه بنقسه و ينشر على كل الدنيا جرائمه، وهو يقول *لا أحد يستطيع إدانتي، لا دولة ولا منظمة و لا كائناً من كان يقوى على التعرض لي – إلا الشرفاء – أنا في حماية أمريكا و إسرائيل و الإمارات بمالها الحرام،* انا الجنجويد أقتل و أبيد في ستر من دول اوروبية، و في صمت من دول عربية و إفريقية تهاب عصاة اليانكي المرتجفة، وتطمع في جزرته المتعفنة، و تتحسس جيبها المنتفخ بمال أبوظبي الملطخ بدماء أهل السودان .

 

 

*الحقيقة أن في الفاشر من يدخل بيته و يوصد عليه بابه يقتل .. و من يهرب لينجو بعرضه و ماله يقتل .. و من يدخل مسجداً ليحتمي ببيت الله يقتل .. من يستسلم يقتل .. و من لا يقتل اليوم يقتل حتماً غداً؛ فالفاشر مدينة الموت الزؤام، مدينة الشهداء الكرام .*

 

 

*الناس في الفاشر* يقتلون بتهمة الفلول ( الفيللة )، و ييادون بتهمة دعم الجيش؛ و لكن *الحقيقة أنهم يقتلون لانهم ( زرقة ) غير عرب، لا يجري في عروقهم الدم المقدس العربي، و لا ينتسبون لجنيد و لا عطوية و لا ماهرية و لا حتى بضع أعراب آخر . يا لعار العروبة التي يتمثلها أشاوس القتل السريع .*

 

 

في الفاشر يبادون لأنهم محض ( زرقة ) ليسوا بشراً و لا حجراً يبنى به الجدر، ولا شجراً توقد به النار و يؤخذ منه الثمر، ولا حتى ماشية ينتفع بها، لذا يقتلون دون إحساس بذنب، ولا ضمير يؤنب، ولا خوف من الله، و هل يعرفون الله .. ؟

 

 

*الحقيقة أن الفاشر يؤكد الحقيقة القديمة المتجددة،* بأن جرائم الدعم السريع في الخرطوم و مدني و ودالنورة و الهلالية و الرهد و سنار و بارا، و كل بقعة دنستها اقدامهم القذرة، كانت بحجة أنهم *فلول الحركة الإسلامية، و أبناء دولة ٥٦ الأبية،* الحركة الإسلامية التي *إنتمى إليها جل قادة الدعم السريع، مستوزرين بإسم المؤتمر الوطني، صارخين في الناس بتشنج ( هي لله هي لله، لا للسلطة ولا للجاه*)، فكانت الحقيقة أنها للسلطة و للثروة، و لترق منهم دماء، و لترق كل الدماء، و ليُقتل كل أهل دار صباح الجلابة .

 

و من أجل إزالة دولة ٥٦ التي صنعت للوطن كينونته عالماً بين الأمم، دولة ٥٦ التي شيدها الشرفاء الذين خرجت جثامينهم من بيوت الإيجار، فقراء مديونين تشهد عليهم شيكات البنوك المرتدة، و خزائنهم المكتظة بكتب العلم و الثقافة بدلاً عن الذهب و الفضة . *ألا ان الحقيقة الناصعة كالثوب الأبيض،* ان الدعم السريع قتل أهل دار صباح لانهم جلابة و ( بُلدة ) و فلول تستحل دماءهم و اعراضهم و اموالهم، و يهجروا من ديارهم ليستبدلهم بشتات أعراب الصحاري و الكهوف .

 

 

*الحقيقة ان مشروع الدعم السريع، هو القتل القديم الجديد المتجدد،* كما قُتل الناس في الجنينة ( دار مساليت) و أرد متا و تم حرقهم أحياء، و ابادوهم في نيالا البحير، و كل ربوع دارفور بزعم انهم *عملاء لجيش الحركة الإسلامية، ذات الجيش الذي شاركه نشطاء الحرية و التغير السلطة، و حكموا تحت ظله و حمايته، و كانوا يتزلفون لقائده في الخفاء آناء الليل و أطراف النهار؛ ذات الجيش الذي كان عبد الله خليل سكرتير عام حزب الامة جنرالاً كبيراُ فيه، ذات الجيش الذي خرج منه بعض قادة إنقلاب جعفر نميري في مايو ١٩٦٩م، ذات الجيش الذي نشأ فيه هاشم العطا و رفاقه ضباط الحزب الشيوعي لينقلبوا على إنقلابهم الاول، إنقلاب مايو المشؤوم، نفس الجيش الذي أعدم فيه ٢٨ ضابط من حزب البعث العربي الاشتراكي لانهم ارادوا الإنقلاب على إنقلاب ضباط الحركة الإسلامية؛* ثم يسوق لنا اغبياء الدعم السريع بان كل ضباط و ضباط صف و جنود الجيش هم حركة إسلامية؛ *و لكن الحقيقة انهم يريدون تفكيك الجيش و إحلال الدعم السريع محله،* نعم هناك ضباط ينتمون للحركة الإسلامية بالجيش، كما كان به حزب أمة، و شيوعي، و حزب بعث، و غيرهم، *فماذا كنتم تنتظرون من حزب المؤتمر الوطني الذي حكم البلاد ثلاثين عاماً و انتم تصنعون خلاياكم الحزبية في جسد الجيش كما فعل هو منذ عام ١٩٧٣م.*

 

ألا أن الحقيقة تظل ساطعة بأن الجيش هو جيش السودان، و يجب ان يكون قومياً مهنياً محترفاً، يحمي الوطن و الدستور .

 

 

*كشفت الفاشر و أكدت حقيقة* تأمر جنوب السودان و فتحه لمطارات و مستشفيات و ممرات لقوات الدعم السريع و تزويدها بكتائب مدرية من الجيش الشعبي لتحرير السودان ( تحرره مِن من ؟ )، و قدامي العسكر الجنوبيين بالجيش السوداني؛ و يبدو ان العقلية الجنوبية مازالت تحمل حقداً دفيناً على ( *مندكورو* ) الشمال، و متى ما وجدت سانحة للإنتقام إهتبلتها بغيظ و تشفي يغلي في صدورهم، كقدر تحته نار حطب .

 

 

هو ذات تأمر حفتر ليبيا، كاكا تشاد، روتو كينيا، موسفيني يوغندا، آبي احمد اثيوبيا، و المخلوع بازوم مالي و غيرهم سراً و علانية .

 

 

*الحقيقة الكاشفة أن ابو لولو ليس وحده المجرم،* إنما كل منظومة الدعم السريع قتلة و سفاحين، و اية محاولة لتحميل القاتل ابو لولو وحده مسؤولة جرائم الحرب، و الجرائم ضد الإنسانية التي تمت في الفاشر و غيرها من مناطق السودان، هي محاولة خبيثة و فاشلة للتملص من مسؤولية قوات الدعم السريع، و جناحها السياسي ( تأسيس – صمود ) و داعمها الرئيس نظام الأمارات المجرم قاتل الشعب السوداني.

 

 

*الحقبقة الحقة، أن الجيش و القوات المساندة له إنتصروا في ( ٢٦٨ ) معركة اشتباكية ضد الدعم السريع في الفاشر،* ثم أنسحبوا لتقديرات القيادة الميدانية، و دخل الجنجويد الفاشر ولم ينتصروا في معركة اشتباكية واحدة ضد الجيش السوداني هناك .

 

 

*حقيقة مواقف العالم مما جرى في الفاشر :* أن أمين عام الأمم المتحدة غوتيرش يشعر بقلق بالغ .. و اليونسكو يعبر عن قلقله .. و منظمة الصحة العالمية تنظر بقلق .. و أمريكا تشعر بحزن عميق .. و منظمة العفو الدولية لا ترى و لا تسمع .. الاتحاد الافريقي يعبر عن قلقه .. الجامعة العربية تغط في نوم عميق .. منظمة المؤتمر الإسلامي تستغفر الله في سرها .. الإتحاد الاوروبي يعبر عن بالغ القلق .. منظمة إيغاد تهش عن وجهها الجراد .. حلف الناتو تبسم ضاحكاً و قال “*عجوز لئيم*”، مسح وجهه المجعد، و غطى عينيه بنظارة الميدان ..

 

*و انا افجر غضبي بركاناً يغلي في حروفي، و قلمي يرتجف و يزأر كلنا الفاشر .. كلنا السودان .*

 

 

و اخيراً و ليس أخراً، لماذا صمت *عبد الواحد محمد نور* عن الجرائم بحق أهله في الفاشر، و قبلها في الجنينة، زالنجي، ارد متى، نيالا، و غيرها ؟ .. أليس هؤلاء من يناضل من اجلهم ؟ .. أليس هو الثائر من اجل حقوق أهل دارفور المهمشين ؟ .. وهل ثمة حق اعظم من حق الأنسان في الحياة ؟ .

 

 

نصر من الله وفتح قريب، لجيش السودان الحبيب ..

 

 

*ان شن البغاة عليك حرباً*

 

*وأجروا من دم الأحرار نهراً*

 

*فلا تحزن فربك ذو انتقامٍ*

 

*سيصنع من دم الأبطال نصراً*

 

*وان فرض الطغاه عليك ذلاً*

 

*فلا تخضع وعش دنياك حراً*

 

*وقل يانفس لي ربُ كريمُ*

*سيسلخ من ظلام الليل فجراً*

 

 

مع تحياتي ،،،

*محمد الطيب عابدين*

المحامي

السبت غرة نوفمبر ٢٠٢٥م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى