مدير شركة الهدف يوضح الحقائق حول اتفاقية التحصيل بمشروع ضوع الجزيرة.. اللواء علي النعيم: دخلنا المشروع بعلم وبخبرة.. ولسنا طرفًا في أي صفقة

الظهيرة – تاج السر ود الخير :
في خضم الجدل الذي صاحب تعاقد إدارة مشروع الجزيرة مع شركة الهدف لتولي مهام تحصيل إيرادات المشروع، خرج اللواء شرطة معاش علي النعيم محمد نور، مدير الشركة، بتوضيحات تفصيلية لوسائل الإعلام، مؤكدًا أن ما تقوم به “الهدف” هو عمل فني وإداري منضبط يستند إلى خبرة ميدانية طويلة، وليس صفقة تجارية كما يُروّج البعض.
قال اللواء علي النعيم إن تجربة الشركة في مجال التحصيل ليست وليدة هذه اللحظة، بل بدأت منذ العام 2010م، في وقتٍ كانت فيه الشركات التي تتولى أمر التحصيل بمشروع الجزيرة شركات خاصة تابعة لنافذين تمتّعت بالامتياز دون معايير واضحة. وأوضح أن شركة الهدف كانت قد عرضت تجربتها وإمكاناتها على إدارة المشروع قبل سنوات، في شكل مقترح متكامل يمتد لأربع أو خمس صفحات، يتضمن رؤية فنية وإدارية منظمة لمواكبة التطور في نظم التحصيل والإدارة المالية بالمشروعات الكبرى.
وأضاف أن اللقاء مع محافظ مشروع الجزيرة الحالي، المهندس إبراهيم مصطفى، شكل نقطة تحول حقيقية، مشيرًا إلى أنه لمس لديه جدية في البحث عن مخرج مهني وإداري يعيد الانضباط المالي إلى المشروع، الذي ظل يعاني من ركود طويل في التحصيل رغم مساحته الشاسعة التي تتجاوز 2.2 مليون فدان، يشرف عليها أقل من 150 موظفًا فقط بعد أن كانت الإدارات تضم أكثر من 5000 وظيفة في فترات سابقة.
ونوّه مدير شركة الهدف إلى أن المشروع ظل لأكثر من أربع سنوات دون أي تحصيل فعلي للإيرادات، مما فاقم الأعباء التشغيلية وأضر بخطط التطوير. وأوضح أنه تقدم برؤية شاملة تقوم على أساس اقتطاع 20٪ من إجمالي الإيرادات مقابل تولي الشركة مهام التشغيل والإدارة اللوجستية الكاملة للعملية التحصيلية، موضحًا أن نحو 17٪ من هذه النسبة تغطي مصروفات التشغيل والنقل والوقود والإعاشة والاتصالات والتأمينات، بينما لا تتجاوز أرباح الشركة الفعلية 3٪ فقط من إجمالي المبلغ، وهي نسبة اعتبرها رمزية ومقابلة لخدمة ضخمة كنا ولا نزال نقدمها بكفاءة عالية.
وكشف أن بعض الجهات داخل المشروع أبدت تحفظاتها في البداية، ورفضت العرض لمدة ثلاثة أشهر كاملة، لكن بعد أن واجهت صعوبات ميدانية في إدارة التحصيل، اضطرت إلى العودة للشركة، التي تمكنت في غضون 15 يومًا فقط من إعادة الانضباط المالي ورفع كفاءة الإيرادات بصورة كبيرة، بإشراف مباشر وباستخدام إيصالات رسمية وإحصائيات يومية شفافة تخضع للمراجعة الدورية والمحاسبة القانونية.
وشدد اللواء علي النعيم على أن شركة الهدف لا تعمل في أي مشروع فاشل، مؤكدًا أن سجلها المهني يمتد لأكثر من 25 عامًا في برامج التحصيل بعدة قطاعات تشمل الطرق، المطارات، الوزارات، والإدارات الحكومية المتخصصة. وأكد أن الشركة استندت في تجربتها بمشروع الجزيرة على كوادر خبيرة من معاشيي المشروع وأشخاص ذوي خبرة طويلة في العمل الحقلي والإداري، معربًا عن رفضه القاطع لما وصفه بالانطباع المغلوط بأنها تسعى لإقصاء العاملين أو إبعاد المزارعين عن مواقعهم.
وأضاف أن الشركة دخلت المشروع بكامل قوتها وخبراتها، وبالتزام مالي كامل يشمل البنزين والوقود والنثريات والإعاشة والسفر والعلاج والاتصالات، مشددًا على أن هذا الالتزام يأتي من موارد الشركة وليس من أموال المشروع. وأكد استعداد “الهدف” لرفع تقارير تقييم شاملة للعروتين الصيفية والشتوية أمام إدارة المشروع والجهات الرقابية، في إطار من الشفافية والمحاسبة المهنية.
وفي ختام حديثه، دعا مدير شركة الهدف الإعلام إلى ممارسة دوره بكل مهنية، عبر رصد القصور وتنبيه الشركة إن وُجد، لكنه في ذات الوقت طالب بأن يكون الإعلام مرآةً شفافةً تنقل الجهد الميداني الحقيقي للعاملين في مشروع الجزيرة، وخاصة أولئك الذين يجوبون الحقول بوسائل بسيطة وظروف صعبة، مؤكدًا أن “الهدف” تعمل بعقل الدولة، لا بعقل السوق.



