يس الباقر يكتب…. سلسلة المواقف الرحيمة في زمن الشدة(٧)…. صديقي محسن يونس!
أفرزت الحرب وسط سلبياتها ومأساتها التي تجرعها أغلب السودانيين العديد من الجوانب المضيئة والمشرقة فمعاناة عام كامل بكل شقاوته ومرارته طفت عليه بعض المواقف الجميلة التي رسمها بعض النبلاء من أبناء هذه الولاية والأهل والجيران والأصدقاء.
صديقي محسن يونس رجل حباه الله بالصبر والهدؤ والحكمة والذكاء الحاد حفظه الله،فمحسن هذا كان موظفا بشركة نسيج النيل الأزرق بودمدني قبل أن تدور الدوائر بسبب السياسات الإقتصادية التي إنتهجتها الدولة وأدت إلى تشريد عشرات الآلاف من المهندسين والفنيين والعاملين والموظفين بقطاع النسيح قبل ظهور الرأسمالية الجدد.
فمحسن هذا إختار العمل الحر بعد أن طلق مدينة ودمدني ليست طلاقا نهائيا فإختار أن يفتح له طبلية في موقف مواصلات السوق العربي بالخرطوم لكي يوفر بعض المصاريف لأولاده وبناته الذين كانوا يدرسون بمراحل دراسية مختلفة حتي تحقق له ماأراد تعب في تربية أبنائه وتعليمهم حتي تخرجوا من الجامعات وفقهم الله.
فصديقي محسن رجل عصامي كنت أزوه كلما سنحت لي الفرصة لزيارة الخرطوم وأقضي معه الساعات الطوال فهو رجل شفاف و مثقف من الدرجة الدولي كثقافة أهل مدني لما لا وهو من أسرة أطال الله في عمر إخوانه ورحم الله من توفي منهم فشقيقه بشير يونس من الكفاءات الإقتصادية النادرة و كان مديرا لبنك السودان بودمدني رحمه الله،والأستاذ:الطريفي يونس عم وصديق ورجل نبيل حفظه الله عمل بعدد من المنظمات التي تعني بالأجئين ويعمل الأن وكيلا لجامعة ودمدني الأهلية وقاد مع صديقه البروفيسور:عصام عبدالرحمن البوشي كل مراحل وتطور جامعة ودمدني الأهلية من كلية إلى أن أصبحت الأن جامعة ودمدني الأهلية،أما شقيقهم الأكبر قد عمل في عدة وظائف من بينها باشمفتش بمشروع الجزيرة.
وفي فترة الحرب كانت المعاناة في قمتها وإختار صديقي محسن أن يبحث عن مصدر رزق بعد أغلقت كل أبواب الكسب في الخرطوم وفتح الله له بابا لكي يعمل فيه فعمل وكيلا لأحد أفران معارفه بودمدني فرقم معاناة المرض لم يتوقف عن أداء رسالته السامية كما كان قبل الحرب تذهب إليه فلابد أن تتناول وجبه أو تشرب ماتريد وعندما علمت أنه يعمل بالفرن الذي توقف عن العمل فيه بسبب المرض الذي ألزمه السرير لفترة بسبب ألالام الرطوبة كان يقول لي تعال شيل عيشك مننا فكان كثيرا مايرفض أن يأخذ ثمن الرغيف وحتي لو أخذ ثمنه كان يضاعف لي عدد الرغيف فأمثال هؤلاء كثر فمبثل ماأظهرت الحرب جحودا ومكرا لبني الوطن أظهرت الكثير من النبلاء الذين كانوا هم أحوج ولكنهم فضلوا أن يبقوا أكثر عطاءا وإنفاقا لأهلهم وجيرانهم
حفظ الله أخي محسن يونس وإخوانه وزريته.
وكل عام وأنتم والجميع بخير