ياسر الفادني يكتب… والي الجزيرة…جاتك مقشرة !
ودمدني لم تعد تبتسم… بل ضحكت، وعلت ضحكتها حتى وصلت عنان السماء، إذ تحررت من دنس المليشيا وعادت كما كانت عروساً للجزيرة، من صنع هذا الفرح؟ إنها كتيبة الموت … لا، بل كتيبة الحياة ، كتيبة العمل الخاص، التي إنتفضت بالأمس في ودمدني لتقول: لن تسقط المدينة مرة أخري ولن ينال منها كل خوان قذر
شباب من نار خرجوا من كل أطراف محلية ودمدني الكبرى، من كل وحدة، من كل شارع وزقاق، دعوا بعضهم بعضاً حتى إجتمعوا في حلة عسكرية مهيبة، أعادت الهيبة لمدينة كانت بالأمس بين فكي الأوباش،
مسيرة راجلة شقت الأرض من مبنى المقاومة الشعبية بالمحلية حتى مقر الكتيبة في حي الدباغة، خطوة بعد خطوة، وهدير الحماس لا يخفت، بل يتعالى، كأن الأرض تهتز تحت أقدامهم فرحاً بهم، وكأن التاريخ ينظر من علٍ ويصفق لهذا المشهد الذي لا يُنسى
هذه ليست مجرد كتيبة، هذه فكرة، هذه جذوة وطنية أشعلتها المقاومة الشعبية بمحلية مدني الكبرى، تخطيطاً واستقطاباً وتنفيذاً، إنها المؤسسة التي كلما طرقت بابها وجدت المبادرة، وكلما إستنهضت وجدانها وجدت الإستعداد، وكلما نظرت خلفها وجدت وطناً يحرسه شبابه، كتيبة العمل الخاص ليست فقط ذراعاً للمقاومة، بل أصبحت قوة ردع حقيقية ترفد لجنة أمن الولاية برجال صدقوا، فكانوا سياجاً من نار في وجه كل خائن أو متعاون أو جبان
منذ صباح الأمس حتى ساعات من الليل، كانت ودمدني تغلي بالحراك الوطني، فتيان بعمر الزهور ينسجون من العرق والولاء ملامح وطن لا يُركع، يحملون أرواحهم على أكفهم ويهتفون باسم المدينة التي لن تُغدر بعد اليوم.
ما فعلته المقاومة الشعبية بمحلية مدني الكبري يجب أن يُحتذى به في كل محليات الولاية، يجب أن يُدرس، ويجب أن يُدعم بلا تردد من الجهات الرسمية والأمنية، ومن كل مواطن حر يعشق تراب ودمدني
إني من المنصة الرئيسية أنظر…حيث أري….أن هذه الكتيبة هي تمريرة ذهبية ساحرة أرسلها اللواء معاش هشام عبد الرحيم، رئيس المقاومة الشعبية بمحلية مدني الكبرى ومن معه من رجال ، إلى والي الجزيرة, تمريرة بينية يصفق لها الجمهور ، لا تحتاج إلى كثير من التفكير، فقط أن يلتقطها الوالي ويكمل بها هدفاً صنعه الرجال بالعرق والولاء والدم، هدف إسمه: ودمدني باقية عليها الإبتسامة ! .