ياسر الفادني يكتب…. هنا تصاغ الجبهات… وهنا يولد القادة لا الأدعياء !
في زمن الفوضى والتشظي، تُولد القامات من رحم المسؤولية الحقة، ويبرز الرجال حين تختنق اللحظة وتتعثر الخطى، هكذا جاء اللواء م عبد الله علي الطريفي، رئيس المقاومة الشعبية بولاية الجزيرة، بملامح الهدوء وثبات العارف، رجل لا يصرخ في وجه العاصفة بل يفكر، يقرأ المشهد كما يُقرأ المصحف في خلوةٍ سكنها النور والسكينة، يعرف ما يريد ويعرف كيف يبلغه
الطريفي ليس رجلاً عابراً في دفتر المقاومة، بل هو من سطورها البارزة، من أولئك الذين لا يصنعون المجد بالضجيج ولكن بالعمل، يجمع حوله الناس لا ليتزعم، بل ليصنع وحدة الرأي واتحاد الهدف، يكره الفرقة كما يكره الخيانة، لأن الفُرقة تهزم قبل أن يبدأ النزال
في أدق تفاصيل الإدارة، في المحليات، في لجان العمل، في الاجتماعات الراتبة، هناك ظلّ الطريفي لا يغيب. يسمع، يشاور، يتواضع، ويُحسن الإصغاء، لأنه يدرك أن من لا يسمع لا يُسمع، وأن القرار الجيد ابنُ المشورة لا ابن الرأي الأوحد
دوره في تدريب أبناء الجزيرة بولاية القضارف لم يكن مجرد مهمة عسكرية، بل كانت رسالته تطهير، تطهيرٌ من دنس الأوباش الذين مرّوا على الأرض كجرادٍ عاث فساداً، فكانت الثمرة أماناً ورخاءً، وكانت الأرض شاهدة على رجال أعادوها إلى الحياة
من داخل أسوار دار المقاومة الشعبية بالجزيرة، حيث البنية الأنيقة والمعنى الأعمق، تجد دولة مصغّرة للمقاومة، فيها التنظيم، والوضوح، والروح التي لا تعرف الكلل، من قيادات أمنية وعسكرية إلى مختصين وعلماء، تتكامل الرؤية، ويتقاطع العرق مع الإيمان بالقضية تجد الاحترام لا يُطلب بل يُمنح، وتجد النشاط لا يُصطنع بل يُمارس
استفاد الطريفي من علاقاته الصلبة مع القيادة، فجلب العتاد والسلاح والمعينات، لا ليزهو بها، بل ليجعل من مقاومة الجزيرة رقماً لا يُمكن تجاوزه، وفي البرامج النوعية، كانت الولاية سبّاقة، من ملفات الشهداء إلى ملف الانتهاكات، حيث سُطرت المواقف لا بالكلمات، بل بالعدالة والتحقيق والجرأة على المواجهة
لم يكن الطريفي يوماً زعيماً مزيفاً يتسلق على أكتاف الآخرين، بل كان القائد الذي يمشي في الميدان، يلتقي، يتابع، يُسائل، ويرعى ، ومن على تراب ولاية الجزيرة، يمكن للمقاومات في كل الولايات أن تأتي وتتعلم، أن ترى تجربة نضجت بحكمة واشتعلت بالصدق
إني من منصتي انظر…. حيث اؤكد…أن الأوطان لا تبنيها أصوات الخونة ولا حناجر الظالمين، بل تُبنى بالسواعد التي حملت السلاح لا لتقتل بل لتحمي، بالعقول التي آمنت لا بالشعارات، بل بنداء الوطن، بنداء القائد، بنداء الأرض التي ما بخلت يومًا… لكنها ضاقت بخيانتهم.