مقالات الظهيرة

ياسر الفادني يكتب….. هكذا يترجّل الكبار.. بلا ضجيج ولا حقد!

ما لفتني بإعجاب حقيقي هو الطريقة الراقية التي تقبّل بها بعض الوزراء قرارات إعفائهم، لم يبكوا على المناصب، لم يصرخوا، لم ينقلبوا خصوماً…

بل غادروا بهدوء الكبار، وشكروا القيادة، مدركين أن المنصب وسيلة لا غاية، وأن الكرسي لا يدوم، هذا السلوك النظيف يضعهم في صف من فهم المعادلة جيداً: المنصب تكليف لا تشريف، والتاريخ لا يحترم المتشبثين

 

أما أولئك الذين خرجوا من أبواب السلطة وهم يجرّون خلفهم أذيال الحقد، ويزرعون الكراهية باسم المعارضة، فليعلموا أن الوطن لا يُدار بردات الفعل ولا تصفية الحسابات

 

المناصب لا تُخلّد أحداً، ولا تُؤخذ بالصراخ أو التزلف، بل تُمنح لمن يستحق ويؤدي، من يعمل بإخلاص، يعرف أن لحظة الرحيل قادمة، ويغادر مرفوع الرأس، الحكم زائل، والزمن لا يحابي أحداً

 

وفي الجهة الأخرى، هناك ولاة ما زالوا متقوقعين في الظل، لا يُسمع لهم صوت، ولا يُرى لهم أثر، كأنهم شاغلو مقاعد فقط، لا أفعال، لا إنجازات، مجرد وعود باهتة تتبخر مع أول مواجهة للواقع، هؤلاء لا يشبهون المرحلة، ولا يليق بهم مقعد القيادة

 

المرحلة لا تحتمل أنصاف القادة، ولا تجامل المتقاعسين. من لم يواكب، فخروجه أولى، لأن الوطن لا ينتظر المتأخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى