ياسر الفادني يكتب….. نباح الكلاب لا يسقط الصقر المحلق !
من أعلي المنصة
ياسر الفادني يكتب…..
نباح الكلاب لا يسقط الصقر المحلق !
كلما لاحت بشائر نصر في الأفق، وكلما دكت مدافع قواتنا المسلحة أوكار الخونة والمرتزقة، خرجت علينا أصوات النشاز، تلهث خلف سراب التشويه، وتنهش في لحم الوطن باسم حرية زائفة لا تعنيهم بقدر ما يعنيهم إسقاط ما تبقى من ثوابت، إنها عادة الحشرات حين تستتفزها ضوء الحقيقة، فتصرخ صراخ العاجز، تقدح في جيشٍ ضربت شجاعته الأمثال، وصنعت بطولاته التاريخ، وأثبت في كل ميدان أنه حارس بوابة الوطن، لا ينام ولا يساوم
هؤلاء الذين خرجوا من جحورهم يلوكون الأكاذيب، ويتفننون في بث السموم، هم ذاتهم الذين هللوا لدخول المليشيا المتحف القومي، لا جهلًا، بل علمًا وتخطيطًا، أرادوا محو الذاكرة الجمعية، وسرقة ما يثبت أن السودان أمة ضاربة في الجذور، أرادوا سرقة التماثيل كما سرقوا الضمائر، أرادوا نهب التاريخ كما نهبوا الحاضر، هؤلاء ليسوا سوى أدوات في يد كفيل لا تهمه الأرض بقدر ما يهمه طمس هويتها، وجعلها ساحة مستباحة لشروره
القدح في قيادات القوات المسلحة ليس جديدًا، لكنه هذه المرة مفضوح النية، مكشوف الغرض فهي التي أسقطت أكبر مخطط رعته دول الشر لتفتيت البلاد، وهي التي وقفت حين ترنح الجميع، وبقيت متماسكة حين خان الحلفاء، وحين باع الساسة كرامتهم في سوق النخاسة الدولية، هي التي تقاتل بلا ضجيج، وتحرر بلا منّ، وتصبر حين يخذلها من يُفترض أنهم معها
الجيش لا يعبأ بنهيق الميديا ولا بصراخ السفهاء، لأن الصقر لا يلتفت لنباح الكلاب، ولأن من إعتاد التحليق في الأعالي لا تهمه الحجارة التي تُرمى من الأسفل ، القوات المسلحة تمضي في طريقها، تحرر شبرًا تلو الآخر، وتعيد للوطن هيبته، وللناس ثقتهم في أن هنالك من لا يساوم على الأرض، ولا يفرّط في السيادة
إني من منصتي أنظر ….حيث أرى ….أن الحق وإن غطّوه بالرماد، فلابد أن ينهض سيأتي اليوم الذي ينقش فيه التاريخ أسماء الرجال الذين دافعوا عن مكتسبات هذا الوطن، عن ذاكرته، عن ترابه، عن كل ما تبقى من معنى للسيادة، المجد للبندقية التي لا تنكسر، والمجد للكاكي الوطني الذي لا يُشترى، والمجد لهذا الوطن الذي يُلدغ كل يوم لكنه لا يموت، لأنه ببساطة، محروس بصقور لا تسقط مهما إشتد نباح الكلاب.