ياسر الفادني يكتب ..دارفور… حين تنقشع الغيوم وتنقضّ الصواعق
الأيام القادمات ستكشف الوجه الحقيقي للمعركة في دارفور، حيث لن تكون نسخة مكررة من ما سبقها في مدن أخرى، بل ستكون نموذجاً مختلفاً تماماً، عنيفاً، حاسماً، يكتب فصلاً جديداً بلغة من نار وحديد،
القوات المسلحة هذه المرة تدخل بوجهها الكامل، لا تهادن، لا تراوغ، ولا تترك وراءها ظلاً للخذلان. إنها معركة تُدار بمنظومة إحترافية، مؤسسة، تعرف متى تضرب وكيف، بخبرات متراكمة اكتسبتها من رماد المعارك ومن صبر الجبهات الطويلة
في المقابل، المليشيا في دارفور لا تشبه إلا ما ذكره التاريخ عن الباشبوزق، تلك الفوضى المتحركة التي لا تعرف من النظام إلا إسمه، ولا من القتال إلا صورته القذرة، تتراجع كل يوم خطوة نحو الوراء، تبتلعها الأرض كما تبتلع الرمال جثث الغزاة، إلى أن تدخل المقابر مطأطئة، ثم تُساق من بعدها إلى الجحيم، موصدة عليهم أبوابه.
هذه ليست لعباً، كما ردد الفنان ذات ألم: “تحسبوا لعب!”… هذا وطنٌ يُغسل بالخلاص، تُسترد فيه الأرض بالعزم لا بالهتاف، ويُكتب المجد من جديد بمداد البندقية لا أقلام الارتزاق.