ياسر الفادني يكتب … إلى العقلاء من المسيرية والرزيقات: أوقفوا نزيف أبنائكم

يا عقلاء القبيلتين، يكفي ما سال من دماء، يكفي ما فُقد من أرواح، يكفي ما تهشّم من أجساد، التقارير تتحدث عن عشرات الآلاف من أبنائكم قضوا في أتون الحرب دون أن يُكفّنوا بكرامة، ودون أن تُعزّى أسرهم أو تُعطى وعود التعويض التي أُطلقت كذبا وخداعا، لجنة تعويضات المليشيا تتنصل بحجج واهية، تدعي أنهم أسرى تحت قبضة القوات المسلحة، فقط للهرب من المسؤولية

 

عشرات الآلاف من أبناء القبيلتين بُترت أطرافهم، شوهتهم الحرب، ولا يتلقون حتى الحد الأدنى من الرعاية الصحية، بينما من يصاب من “نخبة” الماهرية يُنقل إلى العلاج بالخارج، وأبناء البسطاء يُتركون للألم والمجهول

 

دقلو الآن يقود أبناء المسيرية والرزيقات إلى محرقة جديدة، محرقة ستُزرع فيها قبور جديدة في الأيام القادمة، بينما هو وإخوته يتنقلون بين فنادق العالم وجيوبهم منتفخة من السحت، لم يعرفوا الميدان يوما، ولم تطأ أقدامهم ساحة قتال، وعبدالرحيم دقلو نفسه، منذ اندلاع الحرب، لم يشارك في أي عملية قتالية، لأنه أجبن من أن يحمل سلاحاً

 

من يقود المعارك عن بعد لا يستحق أن يتبعه الشجعان ، ومن يدفع بأبنائكم للموت بينما أبناؤه في أمان لا يُؤتمن على دم ،

من لا يقاتل لا يحق له أن يحرّض.

 

آن الأوان لكل عاقل أن ينسحب من هذه المليشيا، فالقادم أشد، والدم لا يُغسل بالولاء لجبان.