هاشم القصاص يكتب في (آخر الكلام)…. الجزيرة المفتري عليها….. حين تختبر المحن المعادن… تتلألأ الجزيرة بالوفاء
لعلّي من خلال جلوسي ومتابعتي الدقيقة لشأن ولاية الجزيرة، خاصة في مرحلة ما بعد الحرب، وجدت واقعًا مغايرًا تمامًا لما يُشاع في مجالس السياسة. فالكثير يروّجون أن الجزيرة تعجّ بالخلافات والمناكفات، ولكن شهادةً لله، ومن واقع المتابعة الميدانية، تبيّن لي أن الحقيقة مختلفة تمامًا.
إنّ ما يُثار ليس إلا من صُنع فئة محدودة من الأشخاص، دأبت على اختلاق المشاكل وبثّ الشائعات، لتصوير الولاية وكأنها منقسمة على نفسها، وهي ليست كذلك. هؤلاء يسعون — كذبًا وافتراءً — إلى إيهام قيادة الدولة بأن الجزيرة ليست على قلب رجل واحد، لإشعال الفتنة وزعزعة تماسك أهل الوسط المعروفين بطيبتهم وتسامحهم ووحدتهم الأصيلة.
ولعلّ ما بعد الحرب قد أظهر أصالة معدن أهل الجزيرة، وروح التصاهر والتعاضد والتكاتف التي تميّزهم، فوقفوا صفًا واحدًا، يواسي بعضهم بعضًا، ويضربون أروع الأمثلة في الشهامة والإيثار ونبل المواقف.
لكن من يعرف أهلها، يدرك أن معدنهم لا يصدأ مهما تكاثرت الشائعات، ولا تنال الرياح من جذورهم الضاربة في عمق الوطن.
ستظل الجزيرة، رغم الافتراء، قلب السودان النابض بالعطاء والوحدة.
فمن أراد أن يعرف السودان، فليعرف الجزيرة أولًا.



