سوشال ميديا

منظمة مفاتح الخير .. صناعة الأمل في زمن الشدة

الظهيرة – عبد الله حسن محمد سعيد :

وسط المآسي التي عصفت بالمجتمع السوداني جراء الحرب الطاحنة والنزوح القسري ، وانهيار الخدمات الأساسية ، برزت منظمات إنسانية تسابق الزمن لإغاثة المنكوبين.

وفي طليعتها منظمة مفاتح الخير بالسودان ، التي حملت على عاتقها رسالة إنسانية سامية ، تمثلت في صناعة الأمل وتضميد الجراح في وطن يئن من الألم .

عملت المنظمة ، عبر تنسيق فعال مع الفرع الرئيسي لمفاتح الخير في دولة البحرين الشقيقة ، على تنفيذ مشاريع نوعية استهدفت الفئات الأكثر تضررًا ، خاصة في ولايتي الخرطوم والجزيرة ، حيث المعاناة تتضاعف بفعل القصف والنزوح وغياب مؤسسات الدولة

ففي الوقت الذي لم تتمكن فيه المؤسسات الرسمية عن توفير أبسط سبل الحياة الكريمة ، قدمت المنظمة :

١/ الأضاحي واللحوم للأسر الفقيرة وأسر الشهداء ، كنوع من المواساة في الأعياد ، ومشاركة وجدانية تبعث الأمل .

٢/ كساء العيد لأسر شهداء ودالنورة الذين طالتهم أيادي الغدر والقتل على يد مليشيا الدعم السريع ، لتكون رسالتها واضحة : أن الشهداء احياء عند ربهم يرزقون ، وأن المجتمع باقٍ على العهد معهم ومع ذويهم .

٣/ دعم متواصل للمحتاجين والمرضى ، عبر مشاريع الغذاء ، والعلاج ، والحماية من الكوارث الصحية التي تفاقمت بفعل النزوح وسوء البيئة . وتبشر باستمرار العطاء في كل المجالات التي تدعم المواطن وتيسر معاناته في التعليم والصحة ومشروعات الاصحاح البيئي ومشروعات التكايا ..

هذا العطاء السخي من منظمة البحرين ، الذي يُترجم على الأرض بجهود فرع السودان ، يعكس روح التكافل العربي والإسلامي ، ويؤكد أن الإنسانية لا تعرف حدودًا ، وأن السودان رغم جراحه ، ليس وحده .

وإن كانت الجهود الرسمية قاصرة في ذاك الحين ، فإن مبادرات الخير – من منظمات المجتمع المدني والمتطوعين – قد لعبت دورًا محوريًا في تخفيف العبء عن المواطن ، ومنع انزلاق المجتمع إلى هاوية الفوضى ، أو الاستسلام لمليشيات الجريمة والانهيار الصحي.

إن منظمة مفاتح الخير ، بمواقفها هذه ، تقدم نموذجًا يُحتذى في العطاء الإنساني ، وتستحق الإشادة بها وبالجهود العظيمة التي تبذل من اجل المحتاجين ، لا سيما في ظل الظروف القاسية التي يمر بها السودان .

ولابد لنا من الحديث عن التكايا التي برزت في تنظيمها وجدوي قيامها وعظم خدماتها ، ان طرح التكايا فكرة ثرّة جدًا ، وتستحق تناولًا خاصًا ، فهي ليست مجرد وجبات بل منظومة كرامة وحماية وصحة نفسية وجسدية في بيئة فقدت أدنى مقومات الاستقرار . فهي :

١/ في الجانب الصحي : تقديم وجبات نظيفة وآمنة في بيئة مكتظة ، مما يمنع انتشار الأوبئة.

٢/ الجانب النفسي : الإحساس بالكرامة وعدم الشعور بالإهمال أو التسول .

٣/ الجانب الاجتماعي : بقاء الأسر مجتمعة في صفوف الطعام ، ما يعزز الأمل والتواصل والتكامل .

٤/ الجانب الإداري : كيف تُدار التكايا وسط النزوح ، وتُراعى فيها العدالة والسرعة والكفاءة ولأن العمل الإنساني لا يثمر إلا إذا كان منطلقًا من ضمير حي وإرادة مخلصة ، فقد آل القائمون على منظمة مفاتح الخير – بقيادتهم الإدارية الواعية – على أنفسهم أن يجعلوا من خدمتهم للمواطن واجبًا أخلاقيًا قبل أن يكون تكليفًا إداريًا ، فاندفعوا بهمة عالية ، وتجرد نادر ، في سبيل التخفيف عن كاهل الأسر المتضررة ، وغرس الأمل في النفوس المنهكة ، واستعادة بعض ما فقده المجتمع من استقرار وكرامة وإنسانية .

وختامها نبشر بأن عطاء المنظمة سيستمر كما أشرنا وفي مختلف الجوانب الإنسانية عطاء يمتد عونا لانسان السودان حتي يحقق نهضته .

والله من وراء القصد …..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى