مسلسل انتهاكات الجنجويد… الحلقة الالف…. مجازر وحشية في النهود!!!
النهود غرب كردفان – الظهيرة – دكتور/ محمد تبيدي:
تواصل ميليشيا آل دقلو الإرهابية ارتكاب مجازر وحشية بحق المدنيين في مدينة النهود بولاية غرب كردفان، حيث شنّت عناصرها هجوماً على المدينة بدءاً من مساء الخميس 1 مايو، عقب معارك عنيفة مع القوات المسلحة السودانية.
وأفادت شهود عيان وناشطين لـ“شبكة مسارب الضي الإخبارية” بمقتل أكثر من 100 مدني بينهم 21 طفلاً و15 امرأة، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا لاحقاً إلى نحو 300 قتيل وفق مصادرنا، إضافةً إلى نهب الإمدادات الطبية والأسواق، واقتحام مستشفى النهود التعليمي، مما أدى إلى توقف الخدمات الطبية عن آلاف المرضى والمصابين دون أدنى رحمة أو تمييز .
تقع النهود في موقع استراتيجي يربط إقليم دارفور بوسط السودان وكردفان، وتُعدّ العاصمة الإدارية المؤقتة لولاية غرب كردفان منذ سقوط عاصمتها الأصلية “الفولة” وتشكّل المدينة مركز تجمع لآلاف النازحين الفارين من دارفور وغرب كردفان، ويُقدَّر عددهم بأكثر من 45 ألف نازح يعيشون في مخيمات ومراكز إيواء ضمن حدودها.
مظاهر الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع توالت شمال وغرب كردفان منذ فتره، لكن استهداف النهود حمل أبعاداً جديدة لاستراتيجية المليشيا في تمزيق النسيج السكاني وقطع خطوط الإمداد .
اندلعت المواجهات العنيفة مساء الخميس 1 مايو، حيث تقدمت مليشيا الدعم السريع من ثلاثة محاور (جنوباً، شمالاً، وغرباً)، قبل أن تسيطر بالكامل على مقر لواء المشاة 18 التابع للجيش السوداني ظهر الجمعة 2 مايو. فور الاقتحام، نفذ مسلحو المليشيا عمليات تصفية ميدانية شهدها حيّ المدينة، وأدّت إلى مقتل أكثر من 300 مدني على الأقل، بينهم أطفال ونساء، وفق ما رصدته مصادر شبكة مسارب الضي الإخبارية كما استهدفوا مستشفى النهود التعليمي ونهبوا مخزنه من الإمدادات الطبية، واقتحموا الأسواق والدكاكين والمحلات الخاصة، مخلفين خلفهم دماراً واسعا في مراكز الخدمات الأساسية للمواطنين .
تمثل النهود ملاذاً للنازحين من الإقليم، حيث تستضيف أكثر من 45 ألف نازح في مخيمات ومراكز إيواء، فضلًا عن سكانها الأصليين. ومع سيطرة المليشيا على المدينة، بات هؤلاء عرضة لمخاطر إضافية تشمل فقدان المأوى وانقطاع المساعدات الإنسانية. أكدت جهات محلية أن عمليات النهب شملت مستودعات الإمدادات الطبية ومخزن الأدوية الحكومي، مما أوقف تمامًا الخدمات الصحية في ظل ظروف بالغة الصعوبة، مع غياب تام للأمن وعدم قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول للمتضررين .
أدانت الجمعيات الحقوقية هذه الجريمة الإنسانية بـ “أشد العبارات”، معتبرةً أن ما حدث يمثل انتهاكاً صارخاً لكل المواثيق الدولية والقيم الإنسانية. في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من قيادة مليشيا الدعم السريع بشأن الاتهامات الموجهة إليها، بينما اكتفت بإعلان سيطرتها على المدينة عبر بيانات مسجلة ومقاطع فيديو نشرتها شبكاتها الإعلامية. على الصعيد الدولي، أعربت منظمات أممية عن “قلق بالغ” إزاء التصعيد وتداعياته على المدنيين، داعيةً إلى فتح تحقيق مستقل ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات .
مع توالي خسائر المدنيين وتوسّع رقعة المواجهات في غرب كردفان، يتعالى صوت ينادي بحسم الفوضة واستمرار الجنجويد الماجورين في قتل المدنين وقد شهدت الأسابيع الماضية تراجعاً نسبياً في مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع لمصلحة الجيش في ولايات عدة، لكن انتهاكات ميدانية مثل مجزرة النهود تبقى مؤشراً خطيراً على تصاعد خطيير في استهداف المدنيين. من المنتظر أن توجد ضغوطات دولية وإقليمية على مليشيا آل دقلو المُتمردة لوقف انتهاكاتها ضد المواطنين .