مقالات الظهيرة

 لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد يكتب…. ماذا كسبت… الإمارات؟

بالعربي البسيط وبدون الغوص عميقًا في تيّارات الفكر السياسي الإستراتيجي ولُعبة المصالح والتحالفات،

هنالك سؤال مطروحٌ في ( *السهلة* ) مُتاح للعامّة والخواص متعلّق بما تقوم به دولة الإمارات في الملأ العربي والإسلامي من حولها وخاصًّة في السودان؛ لأنه الساحة الأكثر مواجهة الآن، والأعنف سجالًا،

والأوضح بلا شكٍ في دور الإمارات وحقيقة نواياها وأهدافها من وراء كُل هذه الويلات التي جرتها على أهل السودان ( *المسلمين ، المسالمين* ) يبحثُ المرءُ عن سببٍ واحد وسط هذه المتاهة.

يُلاحق الأرواح المسافرة، يقلّب الجُثث المتناثرة على الطرقات والفيافي، يوائم بين الأشلاء المختلطة،

يُدخل يده في جيوب الأستار الممزّقة، يغوصُ في النزيف، يتفرّس في سُحب الدخان، يحفر ركام البنايات المهدّمة، يُلاحق أرتال الفارّين المرعوبين، يقرأ الدفاتر المُبعثرة في كل الزوايا، كُل ذلك حتى يجد المرء عذرًا واحدًا ( *للإمارات* ) يخوّلها تقحم هذه العقبة، وتجشم هذه الشقاء حتى يقول أن هناك ثمة جرمٌ إرتكبه السودان في حقّها إستحقّ عليه هذا التجنّي.

ولكن أحد في هذا العالم الفسيح بكُل توجّهاته المتناقضة وطرائقه الشتى، حتى المفطورين بعداوة كل ما هو مسلم وعربيّ، وحتى المستهينين بدماء سكّان العالم الثالث لم يخرج أحدٌ منهم يُجيز فعل الإمارات ويستحسن صنيعها ويُدافع عن فِعلتها، نعم لا أحد سوى رزايا قحط الذين شوّهوا الوجه الإنساني وسرقوا بيتهم، وقتلوا أبيهم، ودلّوا على أمهم، وفعلوا كل مستقبحٍ من الأفعال، واستجمعوا كل بذاءات السوقى المبتذلين ونثروها في وجه السودان ( *البلد* ) في عقوقٍ غير مسبوقٍ في التاريخ، كأنّهم لم يحملوا نطفًا على ظهور رجالٍ ظلّتهم سماؤه وأقلتهم أرضه،

وكأنهم لم يرضعوا لبان أمهات من حرائر هذه الأمّة، وكأنهم لم يخطوا على طرقاته، ومدارسه تحت شمسه وقمره ولياليه، صُمٌ، بُكمٌ لم يتخلّلهم طيف الوطنية، تبلّدت مشاعرهم بسبب تعاطيهم الأفكار الملوّثة.

بالعودة إلى السؤال أعلاه ماذا كسبت الإمارات ؟؟؟

وللإجابة عليه كُنّا نحتاجُ لمعرفة الأهداف الظاهرة والمستترة للإمارات من تدخلّها في السودان، وتورّطها كُل هذه الورطة، بل وتماديها في الغيّ، وتوغّلها في الضلال، وإصرارها ( *بعزة الإثم* ) على الإستمرار بذات دفع المقامرين المدمنين في طاولات الكازينوهات، يستمرون برغم الخسارة إستغراقًا في لذّة إفراز هرمون ( *الأدرينالين* ) ويتلذّذون بوخز الإبر بما يسمّى ( *الألم اللذيذ* )

هل هي خصومة الإسلاميين ( *الإخونجية* ) كما تُسمّيهم ؟؟

حتى ولو كان ذلك كذلك، لا مسوق لمحاربة كيانٍ في دولةٍ أُخرى لم يمد يده عليك برغم أنّها حجّةٌ داحضة، فهم أيّ الإخوان موجودون في كل مكانٍ بما فيه الإمارات، فقط في حالة صمت حتى يحين الوقت.

هل هو الطمع في موارد السودان: الموقع – الموانئ – الذهب – الزراعة – المياه – الثروة الحيوانية – المعادن النادرة ؟؟

فإن كان ذلك كذلك فهل هذه هي الطريقة المُثلى لتحقيق السيطرة والإستحواذ عليها برغم أنف الشعب السوداني ؟؟

وعلى جُثث أهله ؟؟

هل هذه هي السياسة في صورتها الإماراتية في القرن الواحد والعشرين ؟؟

فهناك ألف طامعٍ في موارد السودان ولكنه لم يجرؤ هذه الجُرأة، ولم يرتكب هذه الجرائم برغم أنه أقوى من الإمارات، وليس بينه والسودان آصرة رحمٍ ولا دِين، ولا جامع ثقافي، ولا رابط أخلاقي، ولا سابق فضل ودَين للسودان على ذمّته يُلام عليه ويُؤاخذ به.

نعم تسقط كل هذه الدعاوى مع أول جلسة مع العقل وتُشطب من سجلّات الحقيقة، فلم يبقَ إذًا غير السبب الرئيس وهو المشروع الصهيوني في المنطقة وإعادة تشكيلها بأيّ ثمن، ضمانًا للأمن الإسرائيلي لعقود السنوات القادمة، ورأي اليهود في العرب والمسلمين جميعًا رأي متطرّف في العدوانية، يجدونه مكتوبًا في كتابهم المحرّف وأنهم خدمٌ في بلاط أبناء الله وأحبائه، ولكنهم يسخّرون طائفةً منهم ليقوموا بالواجب في الخلخلةِ وإثارة الفتن والحروب، وإضعاف الشعوب وإختراق منظومات الحُكم، وهذا ما تقوم به الإمارات الآن ولم يعُد سرًا يُخفى وشواهده أكثر من أن تُذكر.

فلماذا لا تترك الإمارات اليهود لينفّذوا مشروعهم الإستئصالي بأنفسهم ؟؟

لماذا تتبنى إنابةً عنهم قتل إخوتها المسلمين والعرب ؟؟

ما الذي ستجنيه من اليهود ؟

الذين قضى رب العزة بأنهم لن يؤتوا الناس ( *نقيرا* ) والنقير هو ما تتعلّق به التمرة على السبيط، للتأكيد أن لا مصالح معهم إلّا أن يوظّفوها مثل هذه الوظيفة التي شوّهت وجهها، وقضت على سُمعتها، فهي دولة ( *الشر* ) عند الرأي العام العالمي، ورئيسها المشهور بــ ( *شيطان العرب* ).

إن خسارة الإمارات في السودان هي خسارة إستراتيجية بمعنى الكلمة، وذلك للأسباب الآتية :

• أنها لم تتحصّل على شئٍ مما كانت تأمله، ولن تتحصّل عليه في زمنٍ قادم بحول الله.

• كشفت عن هويتها الشريرة ونواياها الخبيثة، فلم تعُد مكان ترحيب في أي مكانٍ تحت خدعة الإستثمار.

• خسرت مليارات طائلة في تمويل الحرب هدرًا لمواردها.

• خسرت رهانها على الصهيونية وها هي الصهيونية تخسر عسكريًا بفضل الله ثم سواعد حماس ( *الإخونجية* )

وخسرت سياسيًا، فهي في إضمحلالٍ مُتسارع، وخسرت دبلوماسيا فهي معزولة، منبوذة، تخلّت عنها حتى أمريكا بالأمس وتركتها وحيدةً في مواجهة الحوثيين ( *الإسلاميين* ) في أكبر خُذلانٍ يواجهه العدو الصهيونيّ في تاريخه، ورئيس وزرائه مُلاحق بجرائم الحرب من قِبل الجنايات الدولية.

فأيّ شقاءٍ هذا، وأيّ غباء هذا الذي تسميه الإمارات سياسة؟

مسكين شعب الإمارات لا يملك من أمره شيئًا، وهو يرى وطنه تقذف به رياح المقامر الأشهر شيطان العرب ولا يستطيعون كبحه ولا مواجهته بأنَّ ما يفعله مُهلك مخزٍ في الدنيا، ومُجلبٌ لغضب الله.

 

وملايين أكُف المظلومين مرفوعةٌ تدعو عليك، ولن يردّها الله صفرًا بكرمه، وستُكتب نهاية ( *شيطان العرب* ) بوجه يستوي وما إكتسب حتى يكون عبرةً وليس ذلك على الله ببعيدٍ ولا عزيز.

 

 

*وإقترب الوعد الحق يا جزار بني صهيون*

 

 

*لا سلّم الله الإمارات*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى